٦٥٧ - والاعتكاف من نوافل القرب ... يعظم أجر من لفعله انتدب
٦٥٨ - وشرطه الصوم، كذا أن يقعا ... بمسجد أيضا، وأن يتابعا
٦٥٩ - وناذر عكوف أيام تقع ... جمعة بها بموضع الجُمَعْ
٦٦٠ - فلعكوفه إذا بمسجد ... جمعة على الخصوص يبتدي
٦٦١ - أقل ما يندب منه عشْره ... والشهر ما زاد عليه يكرهْ
الاعتكاف: افتعال من عكف - بفتح الكاف - يعكف - بضم الكاف وكسرها - عكوفا وعكْفا: إذا أقام، ويستعمل متعديا، فتقول عكفته أعكِفه، قال عياض - رحمه الله تعالى -: أصل هذه اللفظة: اللزوم والإقامة، قال الله سبحانه وتعالى:(وانظر إلى إلهك الذي ظلت عليه عاكفا) أي: مقيما ملازما، وقال سبحانه و تعالى:(والهدي معكوفا) أي: محبوسا ملزوما، وقال سبحانه وتعالى:(وأنتم عاكفون في المساجد) أي: ثابتون ملازمون، وخص الشرع هذه الإقامة بصفات لا يصح أن يكون اعتكافا شرعيا وإقامة عبادية إلا بها، انظر شفاء الغليل.
قوله: والاعتكاف من نوافل القرب البيت، معناه أن الاعتكاف نافلة من نوافل الخير، قال في التوضيح: والظاهر أنه مستحب، إذ لو كان سنة لم يواظب السلف على تركه، نقله في المواهب.
قال ابن عرفة -رحمه الله تعالى -: الكافي: في رمضان سنة، وفي غيره جائز، العارضة: سنة لا يقال فيه مباح، وقول أصحابنا في كتبهم جائز جهل، ابن عبدوس: روى ابن نافع -رحمهما الله تعالى -: ما رأيت صحابيا اعتكف، وقد اعتكف صلى الله تعالى عليه وسلم حتى قبض، وهم أشد الناس اتباعا، فلم أزل أفكر حتى أخذ بنفسي أنه لشدته نهاره وليله سواء كالوصال المنهي عنه مع وصاله صلى الله تعالى عليه وسلم، فأخذ ابن رشد كراهته لمالك -رحمهما الله تعالى ـ.
وما ذكر عن أبي عمر من وصفه بالجواز، كأنه وصفه بذلك باعتبار ما فيه من الرهبانية، التي أصل شرعنا النهي عنها.