٧٦٣ - ومَن إلى الحج سبيلا استطاع ... كان عليه واجبا بلا نزاع
٧٦٤ - إن كان حرا مسلما مكلفا ... وحيث في عُمُره حجَّ كفى
٧٦٥ - والامن في طريقه، وملْك زاد ... يوصِلُ، بالسبيل عندهم يُرادْ
٧٦٦ - معْ قوةٍ أيضا على أن يصلا ... مكة، إما راكبا أو راجلا
٧٦٧ - وصحة ببدن، فالدنِف ... بحج بيت الله لا يكلف
قال ابن رشد - رحمه الله تعالى -: الحج في اللغة القصد مرة بعد مرة، وهذا مأخوذ من قولهم: حججت فلانا، إذا عدته مرة بعد أخرى، فقيل حج البيت لأن الناس يأتونه في كل سنة، قال الله سبحانه وتعالى:(وإذ جعلنا البيت مثابة وأمنا) أي: مرجعا في كل سنة، فلا يقضون منه وطرا، أي: لا يدعه الإنسان إذا أتى إليه أن يعود إليه ثانية، وقيل للحاج حاج لأنه يأتي البيت في أول قدومه فيطوف به قبل يوم عرفة، ثم يعود إليه بعد يوم عرفة لطواف الإفاضة، ثم ينصرف عنه إلى منى، ثم يعود إليه ثالثة لطواف الصدر، فلتكرار العود إليه مرة بعد أخرى، قيل له حاج، فحج البيت قصده على ما هو عليه في اللغة، إلا أنه قصد على صفة ما، في وقت ما، تقترن به أفعال ما، وقال: العمرة: الزيارة، يقال: أتانا فلان معتمرا، أي: زائرا، وقيل للمعتمر معتمر، لأنه إذا طاف بالبيت انصرف عنه، ولم يعد إليه بعد زيارته إياه، فمعنى اعتمر الرجل أي: زار وقصد، وكل من قصد شيئا فهو له معتمر نقله في شفاء الغليل.
قوله: ومن إلى الحج البيتين، معناه أن حج البيت الحرام، واجب على من استطاع إليه سبيلا، وهذا مما علم من الدين ضرورة، قال سبحانه وتعالى:(ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا) ويشترط في وجوبه زيادة على الاستطاعة التكليف والحرية والإسلام، على الخلاف المعروف، وإلى ذلك الإشارة بقوله: إن كان حرا مسلما، ولا يجب إلا مرة واحدة في العمر، لحديث أبي هريرة - رضي الله تعالى عنه - أن رسول الله - صلى الله تعالى عليه وسلم - خطب فقال:" يا أيها الناس إن الله سبحانه وتعالى فرض عليكم الحج " فقال رجل: أكل عام يا رسول الله - صلى الله تعالى عليه وسلم -؟