للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وهذا بين، فإن السنة التركية كالسنة الفعلية، فقد عاب صلى الله تعالى عليه وسلم على من سرد الصوم وهجر النوم، وقال " من رغب عن سنتي فليس مني (١) " وقال أبو بكر حين أشار عليه عمر -رضي الله تعالى عنهما -بجمع القرآن: كيف أصنع شيئا لم يصنعه رسول الله -صلى الله تعالى عليه وسلم -أو كلاما هذا معناه، ولما كلما زيدا -رضي الله تعالى عنهم أجمعين -قال لهما مثل ذلك (٢).

وقول ابن بشير في كلامه السابق: ولكن لا يجوز لكل الناس التراخي إلى هذا المقدار، يريد به أنه يتعين حضور العدد الذي لا تنعقد بأقل منه، من أول الخطبة، والله سبحانه وتعالى أعلم.

قوله: ومثله تناول البيت، معناه أنه يندب لمريد شهود الجمعة أن يتزين لها، ويلبس أحسن ثيابه، ويستاك، وينال من طيبه، وقد روى البزار أنه صلى الله تعالى عليه وسلم قال: " حق على كل مؤمن أن يغتسل يوم الجمعة، ويتسوك ويمس من طيب إن كان له (٣) " قال سيدي زروق -رحمه الله تعالى -: وفي بعض الأحاديث ما يدل أنه -يعني الطيب -يكفي عن الغسل لمن تعذر عليه.

ويندب له كذلك قص شاربه، وقلم أظافره، ونتف إبطيه، وحلق عانته، إن احتاج إلى ذلك.

قوله: والنفل بالمسجد البيت، معناه أن التنفل بعد الجمعة في المسجد مكروه، فالأحب إذا صلوا الجمعة أن ينصرفوا إلى منازلهم، ويتنفلوا بها، ونقل فيه قول بالمنع.

قوله: والنفل قبلها البيت، معناه أن النفل قبل الجمعة مندوب، مرغب فيه، حتى يدخل الإمام، فإن دخل وهو في أثناء نافلة خفف، وهذا في حق غير الإمام، وأما الإمام فالسنة أن يرقى المنبر إثر دخوله، ولا يركع لأنه يشرع في فرض، وإنما يركع من يريد الجلوس، قاله الباجي كما في التاج.


(١) متفق عليه.
(٢) رواه البخاري والترمذي والإمام أحمد.
(٣) رواه الإمام أحمد بإسناد صحيح، وفي حديث الشيخين " الغسل يوم الجمعة واجب على كل محتلم، وأن يستن، وأن يمس طيبا إن وجد ".

<<  <   >  >>