قال سيدي زروق -رحمه الله تعالى -: ودرجات الحيض في قوامه ولونه ونحوهما ستة، أوله أسود غليظ منتن، ثم يصير أحمر، ثم صفرة كماء العصفر، ثم كدرة كغسالة اللحم، ثم ترية، وهي أفتح منها، ثم قصة، وكلها علامة للحيض، فيجب فيها ما يجب فيه، إلا الأخير فإنه علامة الطهر، انتهى
والترية كقضية.
وأما النفاس فقال في التنبيه: النفاس- بالكسر -: ولادة المرأة إذا وضعت، يقال: نَفِسَت المرأة -بفتح النون وكسر الفاء -ونُفِسَت المرأة غلاما على ما لم يسم فاعله، والولد منفوس، وهي نُفْساء -بضم النون وإسكان الفاء - عن اللحياني في نوادره، ونِسوة نُفاس، قال الجوهري: وليس في كلام العرب فُعَلاء يجمع على فعال غير نفساء، وناقة عشراء، ويجمع أيضا على نُفَساوات وعُشَراوات، وامرأتان نُفساوان أبدلوا من همزة التأنيث واوا، نقله أبو الحسن في الشفاء.
٥٦ - بقَصَّةٍ وبالجفوف الحُيَضُ ... تطهر، والقصة ماء أبيض
٥٧ - أما الجفوف فخُلُوُّ ذا المكان ... عما من الدم به من قبلُ كان
٥٨ - والحيض قد تعْروه طورا صفرة ... وربما شابته أيضا كدرة
٥٩ - ومن تحض يوما ونحوا وانقطع ... فاغتسلت وبعد ذلك رجع
٦٠ - فلتجلسنْ وذاك حيض اتحد ... من حيث الاستبرا ومن حيث العِدد
٦١ - ما لم يك العَود ورا ثمان ... أو عشرةٍ، فذاك حيض ثان
٦٢ - وإن تمادى الدم خمسة عشر ... فهْو وراء ذاك ليس يعتبر
٦٣ - فلْتتطهرْ ولْتُصَلِّ ولْتَصُم ... ولِتَطُفْ، ووطؤها ما إن حَرُم
٦٤ - وأكثر النفاس ستون، ولا ... حد لأدناه كأدنى ما خلا
القصة قال عياض - رحمه الله تعالى ـ: بفتح القاف ماء أبيض يكون آخر الحيض، وبه يستبين نقاء الرحم، قال علي عن مالك -رحمهما الله تعالى -هو شبه المني، وروى ابن وهب عنه: شبه البول، وقيل هو كالخيط الأبيض، يخرج بعد انقطاع الدم كله، وسميت قصة لشبهها بالقصة، وهي الجير لبياضها انتهى