للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

رُومِيٌ بَيْنَ الصَّفَّيْنِ مَعَهُ بَنْدٌ فِي أَعْلَاهُ صَلِيبٌ فَيُنَادِي: غَلَبَ الصَّلِيبُ، غَلَبَ الصَّلِيبُ. فَيَقُومُ رَجُلٌ مِنَ المُسْلِمِينَ بَيْنَ الصَّفَّينِ وَمَعَهُ بَنْدٌ، فَيُنَادِي: بَلْ غَلَبَ أَنْصَارُ اللَّهِ، بَلْ غَلَبَ أَنْصَارُ اللَّهِ وَأَوْلِيَاوُهُ. فَيَغْضَبُ اللَّهُ تَعَالَى عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْلِهِمْ: غَلَبَ الصَّلِيبُ، فَيَقُولُ: يَا جِبْرِيلُ، أَغِثْ عِبَادِي. فَيَنْزِلُ جِبْرِيلُ فِي مِئَةِ أَلْفٍ مِنَ المَلَائِكَةِ، وَيَقُولُ: يَا مِيكَائِيلُ، أَغِثْ عِبَادِي. فيَنْحَدِرُ مِيكَائِيلُ فِي مِئَتَيْ أَلْفٍ مِنَ المَلَائِكَةِ، وَيَقُولُ: يَا إِسْرَافِيلُ، أَغِثْ عِبَادِي. فَيَنْحَدِرُ إِسْرَافِيلُ فِي ثَلَاثِمِئَةِ أَلْفٍ مِنَ المَلَائِكَةِ، وَيُنْزِلُ اللَّهُ نَصْرَهُ عَلَى المَؤْمِنِينَ، وَيُنْزِلُ بَأْسَهُ عَلَى الكُفَّارِ، فَيُقْتَلُونَ وَيُهْزَمُونَ، وَيَسِيرُ المُسْلِمُونَ فِي أَرْضِ الرُّومِ حَتَّى يَأْتُوا عَمُّورِيَّةَ (٨٤) وَعَلَى سُورِهَا خَلْقٌ كَثيِرٌ يَقُولُونَ: مَا رَأَيْنَا شَيْئًا أَكْثَرَ مِنَ الرُّومِ كَمْ قَتَلْنَا وَهَزَمْنَا، وَمَا أَكْثَرَهُمْ فِي هَذِهِ المَدِينَةِ وَعَلَى سُورِهَا، فيَقُولُونَ: آمِنُونَا عَلَى أَنْ نُؤديَ إِلَيْكُمُ الجِزْيَةَ، فَيَأْخُذُونَ الأَمَانَ لَهُمْ وَلِجَمِيعِ الرُّومِ عَلَى أَدَاءِ الجِزْيَةِ، وَتَجْتَمعُ إِلَيْهِمْ أَطْرَافُهُمْ فَيَقُولُونَ: يَا مَعْشَرَ العَرَبِ، إِنَّ الدَّجَّالَ قَدْ خَالَفَكُمْ إِلَى دِياَرِكُمْ -وَالخَبَرُ باَطِلٌ- فَمَنْ كَانَ فِيهِمْ مِنْكُمْ فَلَا يُلْقِيَن شَيْئًا مِمَّا مَعَهُ، فَإِنَّهُ قُوَّةٌ لَكُمْ عَلَى مَا بَقِيَ، فَيَخْرُجُونَ فَيَجِدُونَ الخَبْرَ بَاطِلًا، وَيَثِبُ الرُّومُ عَلَى مَا بَقِيَ فِي بِلَادِهِمْ مِنَ العَرَبِ، فَيَقْتُلُونَهُمْ حَتَّى لَا يَبْقَى بِأَرْضِ الرُّوم عَرَبِيٌّ وَلَا عَرَبِيَّةٌ وَلَا وَلَدٌ عَرَبِيٌّ إِلَّا قُتِلَ، فَيَبْلُغُ ذَلِكَ المُسْلِمِينَ فَيَرْجِعُونَ غَضَبًا للَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فَيَقْتُلُونَ مُقَاتِلَتِهِمْ، وَيَسْبُونَ الذَّرَارِيَّ، وَيَجْمَعُونَ الأَمْوَالَ لَا يَنْزِلُونَ عَلَى مَدِينَةٍ وَلَا حِصْنٍ فَوْقَ ثَلَاثَةِ أَيَّام حَتَّى يُفْتَحَ لَهُمْ، وَيَنْزِلُونَ عَلَى الخَلِيجِ، وَيُمَدُّ الخَلِيجُ حَتَّى يَفِيضَ فَيُصْبِحَ أَهْل القُسْطَنْطِينِيَّةِ يَقُولُونَ: الصَّلِيبُ مَدَّ لَنَا بَحْرَنَا، وَالمَسِيحُ نَاصِرُنَا، فَيُصْبِحُونَ وَالخَلِيجُ يَابِسٌ، فَتُضْرَبُ فِيهِ الأَخْبِيَةُ، وَيَحْسِرُ البَحْرُ عَنْ القُسْطَنْطِينِيَّةِ، وَيُحِيطُ


(٨٤) عمورية: بلد في بلاد الروم، غزاه المعتصم حين سمع شراة العلوية، قيل: سميت بعمورية بنت الروم بن اليفز بن سام بن نوح عليه السَّلام. انظر "معجم البلدان" (٤/ ١٧٨).

<<  <   >  >>