قلت: وأبو الخليل لم يسم صاحبه، واختلف على قتادة في إسناده، رواه عبد الصمد، وحرمي، ومعاذ ابن هشام، وعبد الوهاب بن عطاء بالوجه السابق، ورواه وهب بن جرير، عن هشام عنه، عن أبي الخليل، عن مجاهد، عن أم سلمة فسماه في روايته. أخرجه أبو يعلى (٦٩٤٠)، وعنه ابن حبان في "صحيحه" (٦٧٥٧)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (١/ ٢٩٣)، لكن شك أبو يعلى في روايته فقال: عن صاحب له، وربما قال: صالح عن مجاهد، وجزم ابن حبان فلم يذكر الشك. ورواه أبو العوام عنه، عن أبي الخليل، عن عبد اللَّه بن الحارث، عن أم سلمة به. أخرجه أبو داود (٤٢٨٨)، وابن أبي شيبة في "مصنفه" (٧/ ٤٦٠)، والطبراني في "الكبير" (٢٣/ ٣٨٩ - ٣٩٠ رقم ٩٣٠)، والحاكم في "المستدرك" (٤/ ٤٣١) فسماه هنا عبد اللَّه بن الحارث، وقال الذهبي في "تلخيصه": أبو العوام عمران ضعفه غير واحد، وكان خارجيًّا. ورواه عبيد اللَّه بن عمرو، عن معمر عنه، عن مجاهد، عن أم سلمة به. أخرجه الطبراني في "الكبير" (٢٣/ ٣٩٠ - ٣٩١ رقم ٩٣١)، و"الأوسط" (١١٥٣). وأخرجه أبو عمرو الداني في "السنن الواردة في الفتن" (٥٩٥) من طريق عبيد اللَّه؛ لكن زاد بين مجاهد وأم سلمة فقال: عن الخليل أو أبي الجليل. ورواه عبد الرزاق عن معمر عنه مرسلًا. وتابع همام هشامًا على الرواية الأولى عند أبي داود (٤٢٨٩) لكن خالفه في لفظه، فقال: "تسع سنين". فهذه ستة وجوه من الاختلاف والتعارض، ونستطيع الترجيح بين هذه الوجوه: فأما الطريق الأول فقد رواه جماعة عن هشام لكن فيه علة؛ وهي إبهام هذا الصاحب الراوي عن أم سلمة؛ فالإسناد ضعيف. والطريق الثاني أيضًا من طريق هشام وسمى فيه المبهم، فقال: عن مجاهد، لكن فيه علة؛ فالإسناد إلى هشام ضعيف، وآفته: محمد بن يزيد أبو هشام الرفاعي ضعيف، وقال البخاري: رأيتهم مجمعين على ضعفه. فالإسناد ساقط. وأما الطريق الثالث فرواه أبو العوام وهو ضعيف، وسمى فيه المبهم: عبد اللَّه بن الحارث؛ ولا حجة فيه. فيترجح من هذه الطرق الثلاث: الطريق الأول بإثبات المبهم. أما الوجوه الثلاثة الأخر فمدارها على معمر عن قتادة؛ ومعمر سيئ الحفظ في قتادة، وليس من أصحابه الأثبات، قال معمر: جلست إلى قتادة وأنا صغير فلم أحفظ عنه الأسانيد. وقال الدارقطني: معمر سيئ =