عبد اللَّه بن ضرار ترجمه الذهبي في "ميزانه" (٤٣٩٠)، وقال: عن ابن مسعود قال أبو حاتم: ليس بالقوي، روى عنه ابنه سعيد. ونسبه الحافظ في "اللسان" (٤/ ٣٠٤) إلى الأسدي، وقال الهيثمي في "المجمع" (١٠/ ٦٠): عبد اللَّه بن ضرار ضعيف. تنبيه: أخرجه ابن عساكر في "تاريخه" (١/ ١٥٧)، من طريق عبد اللَّه بن أحمد، عن أبيه، عن محمد ابن عبيد، عن الأعمش، عن عبد اللَّه بن سراقة، عن أبيه، قال: قال عبد اللَّه: إن الخير قسم عشرة أعشار، فتسعة بالشام، وعشر بهذه، وان الشر قسم عشرة أعشار، فتسعة بهذه، وعُشر بالشام. وأقول: وقع وَهْمٌ أو تصحيف في ذكر عبد اللَّه بن سراقة، وإنما هو عبد اللَّه بن ضرار فقد أخرجه أحمد في "فضائل الصحابة" (١٧٠٩)، عن عبد اللَّه بن ضرار عن أبيه فذكره، وابن عساكر قد أخذه عنه، فرجع الحديث إلى عبد اللَّه بن ضرار، وليس طريقًا آخر للحديث فانتبه. وله طريق أخرى عن ابن مسعود، أخرجه الفسوي في "المعرفة والتاريخ" (٢/ ٧٥٠)، وعنه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (١/ ١٥٦)، عن قبيصة، عن سفيان، عن زياد بن علاقة، عن ثابت بن قطبة عنه، قال: إنكم بحيث تبلبلت الألسن بين بابل الحيرة، وان تسعة أعشار الخير بالشام، وعُشرًا بغيرها، وان تسعة أعشار الشر بغيرها، وعُشر الشر بها، وسيأتي عليكم زمان يكون أحب مال الرجل فيه أحمرة ينتقل عليها إلى الشام. ومحصل الخلاف أن الأثر رواه زياد بن علاقة، واختلف عليه، رواه عنه الثوري، عن ثابت بن قطبة، عن ابن مسعود، وخالفه زائدة، فرواه عنه على الوجه الثاني، عن قطبة، عن ابن مسعود. والراجح من الطريقين هو الطريق الثاني. فإن الراوي عن سفيان هو قبيصة، وليس بذاك في الثوري، سمع منه وهو صغير فلم يضبط حديثه؛ فكثرت أخطاوه عنه، وإسناد الطريق الثاني صحيح، وقطبة بن مالك صحابي، وبهذا الطريق يصح الأثر.