وكل هذه الطرق مدارها على مكحول، عن ابن حوالة، وبينهما انقطاع: مكحول لم يسمع منه، وأكثر العلماء لا يصححون سماعه إلا من أنس بن مالك، قال الحاكم: أكثر روايته عن الصحابة حوالة. • واختلف على مكحول في اسم صحابيه: فقد رواه المغيرة بن زياد الموصلي عنه، عن واثلة بن الأسقع، فجعله من مسند واثلة، أخرجه الطبراني في "الكبير" (٢٢/ ٥٥ رقم ١٣٠)، وابن عساكر (١/ ٦٦). والمغيرة بن زياد ضعيف، وقد اختلف عليه فيه. وتابعه: العلاء بن كثير عند الطبراني في "الكبير" (٣٣/ ٥٨ رقم ١٣٨)، وابن عساكر (١/ ٦٧). وبكار بن تميم عند الطبراني في "الكبير" (٢٢/ ٥٨ رقم ١٣٧). وموسى بن عمير عند ابن المرجا في "فضائل بيت المقدس" (ص ٤٣٩)، وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (١٠/ ٥٩): رواه الطبراني بأسانيد كلها ضعيفة. قال ابن عساكر بعد سياق هذه الطريق: هذه الأحاديث غير محفوظة، والمحفوظ حديث عبد اللَّه بن حوالة. اهـ. وأضف إلى ذلك أن سماع مكحول من واثلة فيه نظر، والراجح أنه لم يسمع منه.
٤ - من طريق حريز، عن سليمان بن سمير، عن عبد اللَّه بن حوالة بنحوه. أخرجه أحمد (٥/ ١٨٨)، والطبراني في "مسند الشاميين" (١٠٥٤)، وابن عساكر (١/ ٧٩ - ٨٠)، وفي إسناده سليمان بن سمير مختلف في ضبطه، والمشهور أن اسمه سلمان، كذا ترجم له في أكثر المراجع، قال الحافظ: مقبول. يعني عند المتابعة، وقد توبع كما سبق.
٥ - من طريق هشام بن عمار، ثنا عبد اللَّه بن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، عن أبيه، حدثنا أبو عبد السلام صالح بن رستم مولى بني هاشم، عنه، ولفظه: أنه قال: يا رسول اللَّه، خر لي بلدًا أكون فيه، فلو علمت أنك تبقى لم اختر على قربك، قال: "عليك بالشام". ثلاثًا، فلما رأى النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-كراهيته إياها، قال: "هل تدري ما يقول اللَّه في الشام؟ إن اللَّه يقول: يا شام، أنت صفوتي من بلادي أدخل فيك خيرتي من عبادي، أنت سوط نقمتي وسوط عذابي، أنت الذي لا تبقي ولا تذر، أنت الأندر وإليك =