للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

٤٧٧ - قَالَ الطَّبَرَانِيُّ فِي "المعْجَمِ الْكَبِيرِ":

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، ثنا أبو حُذَيْفَةَ مُوسَى بْنُ مَسْعُود، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم-، قَالَ: "كَانَ سُلَيْمَانُ نَبِيُّ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- إِذَا قَامَ فِي مُصَلَّاهُ رَأَى شَجَرَةً ثَابِتَةً بَيْنَ يَدَيْهِ، فَقَالَ لَهَا: مَا اسْمُكِ؟ قَالَتْ: الخرُوبُ، قَالَ: لِأي شَيْءٍ أَنْتِ؟ قَالَتْ: لخرَابِ هَذَا الْبَيْتِ، فَقَالَ سُلَيْمَانُ: اللهُمَّ عَمِّ عَلَى الجنِّ مَوْتِي حَتَّى يَعْلَمَ الْإِنْسُ أَنَّ الجنَّ لَا تَعْلَمُ الْغَيْبَ، قَالَ: فَنَحَتَها عَصًا يَتَوَكأُ عَلَيْهَا، فَأَكَلَتْهَا الْأَرَضَةُ فَسَقَطَتْ؛


= الدين المقدسي في "مثير الغرام" (ق ١٨ أ)، والسيوطي المنهاجي في "إتحاف الأخصا" (ق ٨ أ)، كلهم من طرق عن الأوزاعي، عن ربيعة بن يزيد، عن عبد اللَّه بن الديلمي، عن عبد اللَّه بن عمرو به، وزاد في آخره: فنحن نرجوا أن يكون اللَّه عَزَّ وَجَلَّ قد أعطاه إياه.
وهذا إسناد صحيح رجاله ثقات؛ قال الحاكم: وهذا حديث صحيح، قد تداوله الأئمة، وقد احتجا بجميع رواته، ثم لم يخرجاه، ولا أعلم له علة.
قلت: فيه علة خفية لكنها لا تضر، وهي الاختلاف على ربيعة بن يزيد، فقد رواه مرة عن أبي إدريس الخولاني، عن عبد اللَّه بن الديلمي، ومرة عن عبد اللَّه بن الديلمي، أي بإسقاط أبي إدريس، وهذا خلاف لا يضر، إذ أنه قد ثبت سماع ربيعة من ابن الديلمي، وقد صرح في رواية الحاكم بالسماع منه، وقال البخاري في "التاريخ الكبير" (٣/ ٢٨٨): سمع ابن الديلمي، وعلى هذا فيكون لربيعة بن يزيد في هذا الحديث شيخان، وذكر أبي إدريس يعد من المزيد في متصل الأسانيد، وهذا واضح، وانظر تعليق العلامة أحمد شاكر على "المسند" (٦٦٤٤) فإنه نفيس.
والحديث صححه الألباني -رحمه اللَّه- في "صحيح الجامع" (٢٠٩٠).
وللحديث إسناد آخر أخرجه ابن ماجه (١٤٠٨)، وابن خزيمة في "صحيحه" (١٣٣٤)، والواسطي في "فضائل البيت المقدس" (ص ٢٩)، والمزي في "تهذيبه" (١٩/ ٢٢)، كلهم من طريق أيوب بن سويد، عن أبي زرعة السيباني يحيى بن أبي عمرو، عن عبد اللَّه بن الديلمي، عن عبد اللَّه بن عمرو به.
وإسناده ضعيف جدًّا، وآفته أيوب بن سويد، ضعفه جماهير النقاد، واتهمه آخرون، وانظر: "الكامل" لابن عدي (١/ ٣٥٩)، و"تهذيب الكمال" (٣/ ٤٧٤).
وكذلك عبيد اللَّه بن الجهم لم يوثق، وقال الحافظ: مقبول. وقال البوصيري في "الزوائد": إسناد طريق ابن ماجه ضعيف؛ لأن عبيد اللَّه بن الجهم لا يعرفون حاله، وأيوب بن سويد متفق على ضعفه.

<<  <   >  >>