للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَخَرَّ، فَحَزَرُوا أَكْلَهَا الْأَرَضَةَ فَوَجَدُوهُ حَوْلًا، فَتَبَيَّنَتِ الْإِنْسُ أَنَّ الجنَّ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا حَوْلًا فِي الْعَذَابِ المهِينِ -وَكَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ يَقْرَؤُهَا هَكَذَا- فَشَكَرَتِ الجنُّ الْأَرَضَةَ، فَكَانَتْ تَأْتِيهَا بِالماءِ حَيْثُ كَانَتْ". (٣٤٦)


(٣٤٦) "ضعيف"
"المعجم الكبير" (١١/ ٤٥١ رقم ١٢٢٨١)، وأخرجه الطبري في تفسير سورة سبأ آية (١٤)، وأبو نعيم في "الحلية" (٤/ ٣٠٤)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (٢٢/ ٢٩٦)، كلهم عن إبراهيم بن طهمان به، وذكره شهاب الدين المقدسي في "مثير الغرام" (ق ٢٨ أ)، قال أبو نعيم: غريب من حديث سعيد، تفرد به عطاء.
قلت: وقد اختلف على عطاء فيه: رواه إبراهيم بن طهمان عنه على الرفع كما تقدم، وخالفه سفيان الثوري، أخرجه المروزي في "تعظيم قدر الصلاة" (٢٠٧).
وجرير، أخرجه الحاكم في "المستدرك" (٢/ ٤٥٩)، كلاهما عن عطاء موقوفًا.
قال الحاكم: صحيح الإسناد ولم يخرجاه.
وعطاء اختلط بأخرة، والثوري من القدماء عنه، أما إبراهيم فلم يذكر ممن سمع منه قبل اختلاطه.
والذي يعضد رواية سفيان عنه أن سلمة بن كهيل تابع عطاء بن السائب على رواية الوقف، أخرجها الحاكم في "مستدركه" (٤/ ٢٢٠)، وابن المبارك في "الزهد" (١٠٧٢)، وابن عساكر في "تاريخه" (٢٢/ ٢٩٦).
ثلاثتهم عن سلمة، عن سعيد، عن ابن عباس موقوفًا؛ فتأكد بهذا رواية الوقف.
قال الحافظ ابن كثير في "تفسيره" في سورة سبأ آية (١٥): وقد ورد في ذلك حديث مرفوع غريب وفي صحته نظر. . . ثم ساقه عن ابن جرير، وقال: وهكذا رواه ابن أبي حاتم من حديث إبراهيم بن طهمان به، وفي رفعه غرابة ونكارة، والأقرب أن يكون موقوفًا.
قلت: وهذا الذي تقتضيه القواعد الحديثية.
ومع ترجيح رواية الوقف فإنها من نقل أهل الكتاب، والحكاية فيها غرابة لا توافق ما عندنا، وقد أخرج الطبري أثرًا آخر تحت تفسير الآية من طريق أسباط عن السدي، عن أبي مالك وأبي صالح، عن ابن عباس، وعن مرة الهمداني، عن ابن مسعود، وعن أناس من أصحاب رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، قال: كان سليمان يتجرد في بيت المقدس السنة والسنتين، والشهر والشهرين، وأقل من ذلك وأكثر، يَدخل طعامه وشرابه، فدخله في المرة التي مات فيها، وذلك أنه لم يكن يوم يصبح فيه إلا تنبت فيه شجرة، فيسألها: ما اسمك؟ فتقول الشجرة: اسمي كذا وكذا، فيقول لها: لأي شيء نبت؟ فتقول: نبت لكذا وكذا.

<<  <   >  >>