للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-، فَقَالَ عُمَرُ بِيَدِهِ فَقَلع الميزَابَ، فَقَالَ: هَذَا الميزَابُ لَا يَسِيلُ فِي مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-. فَقَالَ لَهُ الْعَبَّاسُ: وَالذِي بَعَثَ مُحَمَّدًا بِالحقِّ إِنَّهُ هُوَ الَّذِي وَضَعَ الميزَابَ فِي هَذَا المكَانِ وَنَزَعْتَهُ أَنْتَ يَا عُمَرُ، فَقَالَ عُمَرُ: ضَعْ رِجْلَيْكَ عَلَى عُنُقِي لِتَرُدَّهُ إِلَى مَا كَانَ هَذَا، فَفَعَلَ ذَلِكَ الْعَبَّاسُ، ثُمَّ قاَلَ الْعَبَّاسُ: قَدْ أَعْطَيْتُكَ الدَّارَ تَزِيدُهَا فِي مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-. فَزَادَهَا عُمَرُ فِي المَسْجِدِ، ثمَّ قَطَعَ لِلعَبَّاسِ دَارًا أَوْسَعَ مِنْهَا بِالزَّوِرَاءِ (٣٤٩). (٣٥٠)


(٣٤٩) الزوراء: هي موضع عند سوق المدينة قرب المسجد، قال الداودي: هو مرتفع كالمنارة، وقيل: بل الزوراء سوق المدينة نفسه. انظر "معجم البلدان" (٣/ ١٧٥).
(٣٥٠) "باطل بهذا السياق"
"المستدرك" (٣/ ٣٣١)، وأخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (٢٦/ ٣٦٩)، عن زيد بن الحسن به.
قال الحاكم: الشيخان لم يحتجا بعبد الرحمن بن زيد بن أسلم.
قلت: عبد الرحمن متفق على ضعفه، ونقل ابن الجوزي الإجماع على ضعفه، وانظر: "تهذيب الكمال" (٣٨٠٨)، و"لسان الميزان" (٢/ ٥٦٤).
وسياقه شديد النكارة، والعباس كان من أشد الناس تعظيمًا لرسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فكيف يرد قوله، وحذيفة كيف يرضى أن يكون حكمًا على رسول اللَّه؟! وهذا من أشد ما ينكر على عبد الرحمن وله مثل هذه الطامات في غير ما حديث.
وله شاهد على الرفع لكن لا يفرح به؛ أخرجه ابن سعد في "الطبقات" (٤/ ٢١ - ٢٢)، وعنه ابن عساكر في "تاريخه" (٢٦/ ٣٧٥): عن يزيد بن هارون، عن أبي أمية بن يعلى، عن سالم أبي النضر، قال: لمَّا كثر المسلمون في عهد عمر ضاق بهم المسجد؛ فاشترى عمر ما حول المسجد من الدور إلا دار العباس بن عبد المطلب وحجر أمهات المؤمنين، فقال عمر للعباس: يا أبا الفضل، إن مسجد المسلمين قد ضاق بهم، وقد ابتعت ما حوله من المنازل؛ أوسع به على المسلمين في مسجدهم إلا دارك وحجر أمهات المؤمنين، فأما حجر أمهات المؤمنين فلا سبيل إليها، وأما دارك فبعنيها بما شئت من بيت مالك المسلمين أوسع بها في مسجدهم. فقال العباس: ما كنت لأفعل. قال: فقالماله عمر: اختر مني إحدى ثلاث: إما أن تبيعنيها بما شئت من بيت مالك المسلمين، واما أن أخطك حيث شئت من المدينة وأبنيها لك من بيت مالك المسلمين، واما أن تصدق بها على المسلمين فتوسع بها في مسجدهم. فقال: لا، ولا واحدة منها. فقال عمر: اجعل بيني وبينك من شثت. فقال: أُبي بن كعب. فانطلقا إلى أبي، فقصَّا عليه القصة، =

<<  <   >  >>