قال: وأنا محمد بن سعد، أنا محمد بن حرب المكي، نا سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن أبي جعفر محمد بن علي؛ أن العباس جاء إلى عمر، فقال له: إن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- أقطعنى البحرين، قال: من يعلم ذلك؟ قال: المغيرة بن شعبة، فجاء به، فشهد له، فقال: فلم يمض له عمر ذلك كأنه لم يقبل شهادته، فأغلظ العباس لعمر، فقال عمر: يا عبد اللَّه، خذ بيد أبيك. وقال سفيان، عن غير عمرو، قال: قال عمر: واللَّه يا أبا الفضل لأنا بإسلامك كنت أسر مني بإسلام الخطاب لو أسلم؛ لمرضاة رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-. وإسناده ضعيف؛ سالم بن أبي أمية لم يسمع من عمر، وهو كثير الإرسال، قال الحافظ: ثقة ثبت وكان يرسل. والراوي عنه أبو أمية بن يعلى ضعيف، ضعفه الدارقطني، وقال ابن حبان: لا تحل الرواية عنه إلا للخواص. وأصل القصة للعباس مع عمر لها شواهد عدة، وليس فيها الجزء المرفوع، قال الذهبي في "السير" (٢/ ٩٦): وقد كان عمر أراد أن يأخذ له دارًا بالثمن ليدخلها في مسجد النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، فامتنع حتى تحاكما إلى أبي بن كعب، والقصة مشهورة ثم بذلها بلا ثمن. قلت: فمن هذه الشواهد: ما أخرجه أحمد في "فضائل الصحابة" (١٨٠٧)، وابن سعد في "الطبقات" (٤/ ١٦)، والفسوي في "المعرفة" (١/ ٥١٢)، والبيهقي في "سننه" (٦/ ١٦٨)، وابن عساكر في "تاريخه" (٢٦/ ٣٦٧)، كلهم عن =