للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

آدَمَ (٢٤) كَثِيرَ الشَّعرِ -قَالَ حَسَن: الشَّعَرَةِ- شَدِيدَ الخلْقِ، وَنَظَرْتُ إِلَى إِبْرَاهِيمَ، فَلَا أَنْظُرُ إلَى إِرْبٍ (٢٥) مِنْ آرَابهِ إِلَّا نَظَرْتُ إلَيْهِ مِنِّي، كَأَنَّهُ صَاحِبُكُمْ، فَقَالَ جِبْرِيلُ -عليه السلام-: سَلِّمْ عَلَى مَالِكٍ (٢٦)، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ". (٢٧)


(٢٤) الأسحم: الأسود، ومن ذلك قول أعشى بني قيس بن ثعلبة:
إذا بذلت من دنها فاح ريحها ... وقد أخرجت من أسحم الجوفي أدهما
يعني بأسحم الجوف، أسوده، ومنه قيل لابن السحماء: (ابن السحماء) لسواد أمه فنسب إليها.
وآدم: يعني بالآدم في لونه، وأنه يضرب إلى البياض، وكذلك كل لون ضرب إلى البياض من أي لون كان أحمر أو غيره، ولذلك قيل للظباء: (أُدْمٌ) لميل حمرتها إلى البياض.
وغنمًا وصفه -صلى اللَّه عليه وسلم- بالسحمة وقد وصفه بالأدمة، مريدا بوصفه إياه بالسحمة سحمة شعره إن شاء اللَّه، وبوصفه بالأدمة أدمة بشرة جسده.
ذكر ذلك الطبري في "تهذيب الآثار" (٤٦٢) مسند ابن عباس، وبتفصيل أكثر.
(٢٥) الإرب: العضو من أعضائه، وهو من قولهم: قطعه إِرْبًا إِرْبًا، إذا قطعه عضو عضو، وفي الحديث: يسجد على سبعة آراب. وانظر "تهذيب الآثار" (٤٦٢).
(٢٦) كذا لفظه في "المسند"، وبنفس اللفظ ورد عند الحارث في "مسنده"، وذكرها ابن كثير في "تفسيره"، وأتى بلفظ: "سلم على أبيك" عند الطبري في "تهذيب الآثار"، وأبي يعلى في "مسنده"، ونقله الهيثمي في "المجمع".
وردَّ الشيخ محمود شاكر على أخيه أحمد شاكر إثباته للفظة: "سلم على مالك"، وقال كما في حاشية "تهذيب الآثار" للطبري: غير أخي رحمه اللَّه قوله في آخر الخبر: "سلم على أبيك". وجعلها: "سلم على مالك". يعني مالكًا خازن النار، اعتمادًا على النسخ الصحاح من "المسند" ولكن ما هنا يؤيد الأول، ويجعل ما في النسخ الصحاح تصحيفًا لا أكثر ولا أقل، وساق الخبر يصحح ما هاهنا. اهـ.
قلت: وهو مقتضى السياق.
(٢٧) "إسناده حسن وهو صحيح بشواهده"
"مسند أحمد" (١/ ٣٧٤)، وأخرجه النسائي في "الكبرى" (١١٢٨٣) مختصرًا، وأبو يعلى (٢/ ٥٥٦)، وابن جرير في "تهذيب الآثار" (٤٠٨) مسند ابن عباس، والحارث بن أبي أسامة في "مسنده" (١/ ١٦٧)، جميعهم عن ثابت بن يزيد أبي زيد، عن هلال بن خباب به.
قلت: رجاله ثقات، إلا أن هلال بن خباب ثقة تغير بأخرة. قال أبو حاتم: ثقة صدوق، وكان يقال: تغير قبل موته من كبر السن، وقال يحيى القطان: أتيت هلال بن خباب وكان قد تغير قبل موته من كبر =

<<  <   >  >>