قلت: وهذا تعنت من ابن حبان ظاهر، والتغير الذي فيه لم يكن بالفاحش، وقد وقع له قبل موته، وقد نفى ابن معين وقوع التغير في حديثه. قال ابن الجنيد: سألت يحيى بن معين عن هلال بن خباب، وقلت: إن يحيى القطان يزعم أنه تغير قبل أن يموت واختلط، فقال يحيى: لا ما اختلط ولا تغير، قلت ليحيى: فثقة هو؟ قال: ثقة مأمون. انظر "تهذيب المزي" (٧٢١١). وهذا يدل على أنه لم يكن مشهورًا بالاختلاط، فما وقع له منه كان في فترة زمنية يسيرة، وهي قبيل وفاته؛ فإن وجدنا حديثه موافقًا لرواية الثقات فهي قرينة على حفظه وثباته، والحال ههنا يدل على ذلك؛ لذا صحح إسناده جماعة من العلماء منهم الطبري في "تهذيب الآثار" (٤٠٩)، وابن كثير في "تفسيره" وقال: إسناده صحيح. وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (١/ ٧٢): رواه أحمد ورجاله ثقات، إلا أن هلال بن خباب قال يحيى القطان: أنه تغير قبل موته، وقال يحيى بن معين: لم يتغير ولم يختلط ثقة مأمون، ورواه أبو يعلى. وقال الألباني في "السلسلة الضعيفة" (٤/ ٤٣٩): أخرجه أحمد بسند حسن، وقال في "الإسراء والمعراج" (٧٦) ردًّا على قول ابن كثير (وهو إسناد صحيح): كذا قال! وإنما هو حسن فقط؛ لأن ابن خباب فيه كلام. قال الشيخ أحمد شاكر في "المسند" (٥/ ١٨٢): إسناده صحيح.