للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

قَالَ هَذَا مُوسَى -عليه السلام-، قَالَ: فَمَضَى فَلَقِيَهُ عِيسَى فَرَحَّبَ بِهِ، وَقَالَ: "مَنْ هَذَا يَا جِبْريلُ؟ " قَالَ: هَذَا عِيسَى، قَالَ: فَمَضَى فَلَقِيَهُ شَيْخٌ جَلِيلٌ مَهِيبٌ فَرَحَّبَ بِهِ وَسَلَّمَ عَلَيْهِ، وَكُلُّهُمْ يُسَلِّمُ عَلَيْهِ، قَالَ: "مَنْ هَذَا يَا جِبْرِيلُ؟ " قَالَ: هَذَا أبُوكَ إِبْرَاهِيمُ قَالَ: فَنَظَرَ فِي النَّارِ، فَإِذَا قَوْمٌ يَأْكُلُونَ الجِيَفَ، فَقَالَ: "مَنْ هَؤُلَاءِ يَا جِبْرِيلُ؟ " قَالَ: هَؤُلَاءِ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ لُحُومَ النَّاسِ، وَرَأَى رَجُلًا أَحْمَرَ أَزْرَقَ جَعْدًا شَعِثًا إِذَا رَأَيْتَهُ، قَالَ: "مَنْ هَذَا يَا جِبْرِيلُ؟ " قَالَ: هَذَا عَاقِرُ النَّاقَةِ، قَالَ: فَلَمَّا دَخَلَ النَّبِيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم- المَسْجِدَ الأَقْصَى قَامَ يُصَلِّي، فَالتَفَتَ ثُمَّ التَفَتَ، فَإِذَا النَّبِيُّونَ أَجْمَعُونَ يُصَلُّونَ مَعَهُ، فَلَمَّا انْصَرَفَ جِيءَ بِقَدَحَيْنِ: أَحَدُهُمَا عَنْ اليَمِينِ وَالآخَرُ عَنْ الشِّمَالِ، فِي أَحَدِهِمَا لَبَنٌ وَفِي الآخَرِ عَسَلٌ، فَأَخَذَ اللبَنَ فَشَرِبَ مِنْهُ، فَقَالَ الَّذِي كَانَ مَعَهُ القَدَحُ: أَصَبْتَ الفِطْرَةَ. (٣٢)


(٣٢) "ضعيف"
"مسند أحمد" (١/ ٢٥٧)، وأخرجه البيهقي في "البعث والنشور" (١٧٨)، وابن عساكر في "تاريخه" (١٠/ ٤٥٧)، من طريق أحمد، ثلاثتهم عن قابوس بن أبي ظبيان، عن أبيه به.
وعزاه السيوطي في "الخصائص الكبرى" (١/ ٢٦٤) إلى أبي نعيم في "الدلائل"، والضياء في "المختارة"، وعزاه في "الدر المنثور" (٥/ ٢١٤) إلى ابن مردويه.
قلت: وإسناده ضعيف؛ آفته قابوس بن أبي ظبيان سيئ الحفظ، وقد انفرد بروايته. قال عنه جرير بن عبد الحميد: لم يكن من النقد الجيد، نفق قابوس، أتيناه بعد فساد. والحديث هنا من طريق جريرٍ عنه.
وقال أحمد بن حنبل: لم يكن من النقد الجيد، وليس بذاك، وقد روى الناس عنه. وقال ابن معين: ثقة جائز الحديث إلا أن ابن أبي ليلى جلده الحد، ضعيف الحديث، وليس به بأس. وقال أبو حاتم: يكتب حديثه ولا يحتج به، ضعيف الحديث لين. وقال النسائي: ليس بالقوي، ضعيف، وفي "ضعفائه" (٤٩٥): ليس بالقوي.
وقال ابن عدي: أرجو أنه لا بأس به، أحاديثه متقاربة. وقال ابن سعد: فيه ضعف لا يحتج به. وقال يعقوب بن سفيان: ثقة. وقال الدارقطني: ضعيف ولكن لا يترك. وقال الساجي: ليس بثبت يقدم عليًّا على عثمان. وقال ابن حبان في "المجروحين": كان رديء الحفظ، يتفرد عن أبيه بما لا أصل له، ربما رفع المراسيل وأسند الموقوف. وقال الذهبي: كان ابن معين شديد الحط عليه، على أنه وثقه.

<<  <   >  >>