للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

٣٥ - قَالَ الفَسَوِي فِي "المعْرِفَةِ وَالتَّارِيخِ":

حدثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بنُ يُوسُفَ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ حَمْزَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أبُو عَلْقَمَةَ نَصْرُ بنُ عَلْقَمَةَ الحَضْرَمِيُّ -مِنْ أَهْلِ حِمْصَ- أنَّ عُمَيْرَ بنَ الأَسْوَدِ وَكَثِيرَ بنَ مُرَّةَ الحَضْرَمِي، قَالَا: إِنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ وَابْنَ السَّمْطِ، كَانَا يَقُولَانِ: لَا يَزَالُ المسْلِمُونَ فِي الأَرْضِ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ، وَذَلِكَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- قَالَ: "لَا تَزَالُ مِنْ أُمَّتِي عِصَابَةٌ قَوَّامَةٌ عَلَى أَمْرِ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- لَا يَضُرُّهَا مَنْ خَالفَهَا، تُقَاتِلُ أَعْدَاءَهَا، كُلَّمَا ذَهَبَ حَرْبٌ، نَشَبَ حَرْبُ قَوْمٍ آخَرِينَ، يُزِيغُ اللَّهُ قُلُوبَ قَوْمٍ لِيَرْزُقَهُمْ مِنْهُ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ، كَأَنَّهَا قِطَعُ اللَّيْلِ المظْلِم، فَيَفْزَعُونَ لِذَلِكَ حَتَّى يَلْبَسُوا لَهُ أَبْدَانَ الدُّرُوعِ"، وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "هُمْ أَهْلُ الشَّامِ، وَنَكَتَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- بِأُصْبُعِهِ يُومِئُ بِهَا إِلَى الشَّامِ حَتَّى أَوْجَعَهَا". (٥٠)


= تكاهم، وبواريها فرشهم.
(٥٠) "إسناده صحيح"
"المعرفة والتاريخ" (٢/ ٢٩٦ - ٢٩٧)، وأخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" من طريق الفسوي (١/ ٢٥٨)، وابن ماجه (٧)، مقتصرًا على قوله: "لا تزال طائفة من أمتي قوامة على أمر اللَّه لا يضرها من خالفها"، وأبو نعيم في "الحلية" (٩/ ٣٠٧) بنحو سياق الفسوي، كلاهما بذكر أبي هريرة فقط بدون ذكر ابن السمط، والبخاري في "التاريخ الكبير" (٤/ ٢٤٨) عنهما، ولفظه: "لا تزال عصابة قوامة"، ثم قال: "هم أهل الشام"، جميعًا من طريق يحيى بن حمزة، عن نصر بن علقمة به.
قلت: وإسناده صحيح؛ ونصر بن علقمة وثقه دحيم، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقد روى عنه جمع، وقال الذهبي في "الكاشف": ثقة. وباقي رجاله ثقات؛ لكن نصر بن علقمة قصر فيه في مواضع في سنده ومتنه؛ فمرة ذكر ابن السمط ومرة اكتفى بذكر أبي هريرة.
وأمَّا المتن فقد زاد زيادات طويلة وغريبة في مواضع، ومواضع أخرى اقتصر على القدر المتفق عليه في الروايات بدون تحديد هذه الطائفة المذكورة؛ فيخشى أن يكون نصر بن علقمة اضطرب فيه خاصة، وقد قال الحافظ في "التقريب": مقبول. والعلم عند اللَّه. اهـ.
وقال الألباني في "الصحيحة" (٣٤٢٥): هذا إسناد صحيح.

<<  <   >  >>