للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

٣٤ - قَالَ الإِمَامُ أَحْمَدُ فِي "مُسْنَدِهِ":

ثَنَا يَزِيدُ، أَنَا شُعْبَة، عَنْ مُعَاوِيةَ بنِ قُرَّةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "إِذَا فَسَدَ أَهْلُ الشَّامِ فَلَا خَيْرَ فِيكُمْ، وَلَا يَزَالُ أُنَاسٌ مِنْ أُمَّتِي مَنْصُورِينَ لَا يُبَالُونَ مَنْ خَذَلَهمْ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةً". (٤٩)


(٤٩) "صحيح"
"المسند" (٣/ ٤٣٦)، وأخرجه أحمد في "مسنده" (٣/ ٤٣٦، ٥/ ٣٤، ٣٥)، وفي "فضائل الصحابة" (١٧٢٢)، والترمذي (٢١٩٢)، والطيالسي (١٠٧٦)، وابن أبي شيبة (٧/ ٥٥٥)، وابن حبان في "صحيحه" (٧٣٠٢، ٧٣٠٣)، وابن ماجه (٦)، والطبراني في "الكبير" (١٩/ ٢٧ رقم ٥٥، ٥٦)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (١١٠١)، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة" (٢/ ١٧٠)، والخطيب البغدادي في "تاريخه" (٨/ ٤١٧ - ٤١٨، ١٠/ ١٨٢) وفي "شرف أصحاب الحديث" (ص ٢٥، ٢٦)، وابن عساكر في "تاريخه" (١/ ٣٠٥ - ٣٠٨)، كلهم من طرق عن شعبة، عن معاوية بن قرة به، وبعضهم ذكره مطولًا، والبعض اختصره واقتصر على أحد شطريه، قال الترمذي: حسن صحيح.
قلت: وإسناده صحيح لا مغمز فيه، ولم أر فيه علة قادحة، وقد تابع شعبة -وهو غني عن المتابعة- إياس بن معاوية؛ لكن رواه مختصرًا ومقتصرًا على الشطر الأول فقط.
أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (٧/ ٢٣٠)، وقال: مشهور من حديث إياس، غريب من حديث مسعر.
وقال الألباني في "صحيح الجامع" (٧٠٢): صحيح.
وقد نقل الترمذي عقبه عن علي بن المديني في بيان هذه الطائفة، فقال: هم أصحاب الحديث. وكذا قال غير واحد من السلف.
فقد أخرج الحديث الحاكم في "معرفة علوم الحديث" (ص ٢) ثم ساق بإسناده عن أحمد بن حنبل قوله: إن لم تكن هذه الطائفة المنصورة أصحاب الحديث فلا أدري من هم.
ثم قال الحاكم عقبه: وفي مثل هذا قيل: من أمّر السنة على نفسه قولًا وفعلًا نطق بالحق؛ فلقد أحسن أحمد بن حنبل في تفسير هذا الخبر أن الطائفة المنصورة التي يرفع الخذلان عنهم إلى قيام الساعة هم أصحاب الحديث، ومن أحق بهذا التأويل من قوم سلكوا محجة الصالحين واتبعوا آثار السلف من الماضين، ودمغوا أهل البدع والمخالفين بسنن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- وعلى آله أجمعين، من قومٍ آثروا قطع المفاوز والقفار، على التنعم في الدمن والأوطار، وتنعموا بالبؤس في الأسفار، مع مساكنة العلم والأخبار، وقنعوا عند جمع الأحاديث والآثار، بوجود الكِسَر والأطمار، قد رفضوا الإلحاد الذي تتوق إليه النفوس الشهوانية وتوابع ذلك من البدع والأهواء والمقاييس والآراء والزيغ، جعلوا المساجد بيوتهم، وأساطينها =

<<  <   >  >>