للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

هَلَاكًا فَارِسُ (٥٢) ثُمَّ العَرَبُ إِلا بَقَايَا هَاهُنَا" يَعْنِي الشَّامَ. (٥٣)


(٥٢) فارس: ولاية واسعة وإقليم فسيح، أول حدودها من جهة العراق أرجان، ومن جهة كرمان السيرجان، ومن جهة ساحل بحر الهند سيراف، ومن جهة السند مكران. وقيل: سميت فارس بفارس بن علم بن سام بن نوح. "معجم البلدان" (٤/ ٢٥٦).
(٥٣) "حسن بشواهده"
"تاريخ دمشق" (١/ ٣١٠ - ٣١١)، وأخرجه من طرق أخرى عن إدريس به، وأخرجه نعيم بن حماد في "الفتن" (٥٥) من طريق ابن إدريس، عن أبيه، عن جده، عن أبي هريرة به دون قوله: "إلا بقايا هاهنا".
وتوبع إدريس؛ تابعه داود بن يزيد الأودي وهو أخوه، فرواه عن أبيه بلفظ: أن أبا هريرة حدثه قال: بينما نحن عند رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- إذ أقبل معاذ بن جبل أو سعد بن معاذ، فقال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- حين رآه: "إني لأرى في وجهه لأحسن طالع". قال: فجاء حتى سلم على رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فقال: أبشر يا رسول اللَّه، فقتل اللَّه كسرى، فقال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "لعن اللَّه كسرى" ثلاثًا، ثم قال: "إن أول الناس فناء -أو هلاكًا- فارس، ثم العرب من ورائها". ثم أشار بيده قبل الشام: "إلا بقية هاهنا". كذا قال.
أخرجه البيهقي في "الدلائل" (٤/ ٣٩١)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (١/ ٣١١ - ٣١٢).
قلت: وداود لم ينسب في "الدلائل" فقال: حدثنا أبو بكر بن عياش، عن داود، عن أبيه، وعند ابن عساكر نسبه في الرواية فقال:. . . حدثني إدريس بن يزيد وداود بن يزيد الأوديان.
وعلى هذا فداود في الرواية هو ابن يزيد، وفي ترجمة يزيد بن عبد الرحمن من "التهذيب" قال المزي: روى عنه ابناه: إدريس بن يزيد، وداود بن يزيد، ولكن تصرف ابن كثير رحمه اللَّه في "البداية والنهاية" (٤/ ٣٠٨) فيه غرابة؛ إذ قال: ثم روى البيهقي من طريق أبي بكر بن عياش عن داود بن أبي هند. كذا نسبه، وليس عند البيهقي هذه النسبة، ولعل الوهم وقع من النساخ، فمن نظر في سياق البيهقي ربما التبس الأمر عليه، قال البيهقي تحت باب (ما جاء في موت كسرى وإخبار النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- بذلك):. . . وروى في حديث دحية بن خليفة الكلبي، أنه لمَّا رجع إلى النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- من عند قيصر وجد عنده رسل عامل كسرى على صنعاء، وذلك أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قد كان كتب إلى كسرى، فكتب كسرى إلى صاحبه بصنعاء يتوعده ويقول: ألا تكفيني رجلًا خرج بأرضك يدعوني إلى دينه، لتكفنيه أو لأفعلن بك. فبعث صاحب صنعاء إلى النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، فلما قرأ النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- كتاب صاحبهم تركهم خمس عشرة ليلة، ثم قال لهم: "اذهبوا إلى صاحبكم فقولوا: إن ربي قد قتل ربك الليلة". فانطلقوا فأخبروه، قال دحية: ثم جاء الخبر بأن كسرى قتل تلك الليلة. وذكره أيضًا داود بن أبي هند، عن عامر الشعبي بمعناه، وسمى =

<<  <   >  >>