للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

٣٨ - قَالَ الطَّبَرَانِيُّ فِي "المعْجَمِ الكَبِيرِ":

حَدَّثَنَا الحُسَينُ بنُ إِسْحَاقَ التُّسْتَرِيُّ، حَدَّثَنَا مَخْلَدُ بنُ مَالِكٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ


= العامل الذي كتب إليه كسرى، فقال: باذان صاحب اليمن، فلما جاء باذان الكتاب اختار رجلين من أهل فارس وكتب إلى النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- بما كتب به كسرى من رجوعه إلى دين قومه أو تواعده يومًا بلقائه فيه، ثم ذكر معناه في قول النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: "وأبلغاه أن ربي قتل ربه" فكان كما أخبر. اهـ.
وداود بن أبي هند لا تعلق له بالرواية الآتية.
ثم إن الحديث مداره على يزيد بن عبد الرحمن الأودي، وأما حاله فقد ذكره ابن حبان في "ثقاته"، وقال الحافظ: مقبول. وقال الذهبي: وثق. ومعلوم في منهج الذهبي أنه يطلق هذا القول على من انفرد ابن حبان بتوثيقهم، وعلى هذا فالراوي لا يرتقي إلى مرتبة الاحتجاج، فالإسناد به ضعيف.
وأما هلاك كسرى فله شاهد من الصحيح أخرجه مسلم (٢٩١٩)، من حديث جابر بن سمرة مرفوعًا: "إذا هلك كسرى فلا كسرى بعده".
قال البيهقي في "الدلائل" (٤/ ٣٩٤): قال الشافعي: كانت قريش تنتاب الشام انتيابًا كثيرًا، وكان كثير من معاشها منه، وتأتي العراق، فيقال: لمَّا دخلت في الإسلام ذكرت للنبي -صلى اللَّه عليه وسلم- خوفها من انقطاع معاشها بالتجارة من الشام والعراق؛ إذ فارقت الكفر ودخلت في الإسلام مع خلاف ملك الشام والعراق لأهل الإسلام، فقال النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: "إذا هلك كسرى فلا كسرى بعده". فلم يكن بأرض العراق كسرى يثبت له أمر بعده، وقال: "إذا هلك قيصر فلا قيصر بعده". فلم يكن بأرض الشام قيصر بعده، وأجابهم على ما قالوا له، وكان كما قال لهم -صلى اللَّه عليه وسلم-، وقطع اللَّه الأكاسرة عن العراق وفارس، وقيصر ومن قام بالأمر بعده عن الشام، وقال النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- في كسرى: "مزق اللَّه ملكه". فلم يبق للأكاسرة ملك، وقال في قيصر: "ثبت اللَّه ملكه". فثبت له ملك بلاد الروم إلى اليوم، وتنحى ملكه عن الشام، وكل هذا موتفق يصدق بعضه بعضًا.
وأما هلاك العرب فقد أخبر عنه المصطفى -صلى اللَّه عليه وسلم-.
ففي البخاري (٧٠٥٨)، ومسلم (٢٩١٧)، من حديث أبي هريرة مرفوعًا: "هلكة أمتي على يدي غلمة من قريش".
قال الحافظ في "الفتح" (١٣/ ١٢): وعند ابن أبي شيبة: أن أبا هريرة كان يمشي في السوق ويقول: اللهم لا تدركني سنة ستين، ولا إمارة الصبيان.
وفي هذا إشارة إلى أن أول الأغيلمة كان في سنة ستين، وهو كذلك، فإن يزيد بن معاوية استخلف فيها، وبقي إلى سنة أربع وستين فمات، ثم ولي ولده معاوية ومات بعد أشهر.

<<  <   >  >>