للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

القِبْلَةُ فِيهَا بَلَاءٌ وَتَمْحيصٌ؛ صَلَّتِ الأَنْصَارُ نَحْوَ بَيْتِ المقْدِسِ حَوْلَيْنِ قَبْلَ قُدُومِ نَبِيِّ اللَّهِ المدِينَةَ، وَصَلَّى نَبِيُّ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- بَعْدَ قُدُومِهِ المدِينَةَ مُهَاجِرًا نَحْوَ بَيْتِ المقْدِسِ سِتَّةَ عَشَرَ شَهْرًا، ثُمَّ وَجَّهَهُ اللَّه بَعْدَ ذَلِكَ إِلَى الكَعْبَةِ البَيْتِ الحَرامِ، فَقَالَ فِي ذَلِكَ قَائِلُونَ مِنَ النَّاسِ: {مَا وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا} لَقَدِ اشْتَاقَ الرَّجُلُ إِلَى مَوْلِدِهِ. قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} فَقَالَ أُنَاسٌ -لمَّا صُرِفَتِ القِبْلَةُ نَحْوَ البَيْتِ الحَرَامِ-: كَيفَ بِأَعْمَالِنَا الَّتِي كُنَّا نَعْمَلُ فِي قِبْلَتِنَا الأُولَى؟ فَأَنْزَلَ اللَّه جَلَّ ثَنَاؤُهُ: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ}. (٣١)

٨٥٤ - قَالَ الطَّبَرِيُّ فِي "تَفْسِيرِهِ":

حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: ثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، قَالَ: ثَنَا عُثْمَانُ بْنُ سَعْدٍ الكَاتِبُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، قَالَ: صُرِفَ نَبِيُّ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- نَحْوَ بَيْتِ المقْدِسِ تِسْعَةَ أَشْهُرٍ -أَوْ عَشْرَةَ أَشْهُرٍ- فَبَيْنَمَا هُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي الظُّهْرَ بِالمدِينَةِ، وَقَدْ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ نَحْوَ بَيْتِ المقْدِسِ، انصَرَفَ بِوَجْهِهِ إِلَى الكَعْبَةِ، فَقَالَ السُّفَهَاءُ: {مَا وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا}. (٣٢)


(٣١) "إسناده حسن إلى قتادة وهو مرسل"
"تفسير الطبري" (٢/ ٦٣٩).
وأخرجه عبد بن حميد، وابن المنذر كما "بالدر المنثور" (٢/ ١٣).
قلت: وهو من مراسيل قتادة، والإسناد إليه حسن، رجاله رجال الشيخين إلا بشر بن معاذ العقدي؛ فهو صدوق، انظر "تهذيب الكمال" (٧٠٦).
(٣٢) "إسناده ضعيف"
"تفسير الطبري" (٢/ ٦٢١)، وأخرجه ابن خزيمة في "صحيحه" (٤٣٤)، وذكره السيوطي في "تفسيره" (٢/ ١١)، وعزاه للبزار.
قلت: وإسناده ضعيف، وفيه عثمان بن سعد التميمي -ويقال: التيمي- القرشي الكاتب المعلم، أبو =

<<  <   >  >>