للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= الحافظ، وابنه هو عمرو بن عثمان بن سعيد صدوق، أما نعيم فهو ابن نَمْحَة.
قال ابن كثير تحت تفسير آية (١٩) من سورة الحشر بعد أن ساق حديثًا من طريق حريز عن نعيم: هذا إسناد جيد، ورجاله كلهم ثقات، وشيخ حريز بن عثمان وهو نعيم بن نمحة لا أعرفه بنفي ولا إثبات؛ غير أن أبا داود السجستاني قد حكم بأن شيوخ حريز كلهم ثقات.
قلت: وأما تأويل الآية فقد ذهب جمهور المفسرين إلى أن المقصود بالمعاد هو مكة.
قال ابن كثير في "تفسيره": يقول تعالى آمرًا رسوله صلوات اللَّه وسلامه عليه ببلاغ الرسالة وتلاوة القرآن على الناس، ومخبرًا له بأنه سيرده إلى معاد، وهو يوم القيامة، فيسأله عما استرعاه من أعباء النبوة؛ ولهذا قال: {إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ} أي: افترض عليك أداءه إلى الناس {لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ} أي: إلى يوم القيامة فيسألك عن ذلك، كما قال تعالى: {فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ} (الأعراف: ٦)، وقال: {يَوْمَ يَجْمَعُ اللَّهُ الرُّسُلَ فَيَقُولُ مَاذَا أُجِبْتُمْ قَالُوا لَا عِلْمَ لَنَا إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ} (المائدة: ١٠٩) وقال: {وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاءِ} (الزمر: ٦٩).
وقال السدي عن أبي صالح، عن ابن عباس: {إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ} يقول: لرادُّك إلى الجنة، ثم سائلك عن القرآن. قال السدي: وقال أبو سعيد مثلها.
وقال الحكم بن أبان، عن عكرمة، وعن ابن عباس -رضي اللَّه عنهما-: {لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ} قال: إلى يوم القيامة. ورواه مالك، عن الزهري.
وقال الثوري: عن الأعمش، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس: {لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ}: إلى الموت.
ولهذا طرق عن ابن عباس -رضي اللَّه عنهما- وفي بعضها: لرادك إلى معدنك من الجنة.
وقال مجاهد: يحييك يوم القيامة. وكذا روي عن: عكرمة، وعطاء، وسعيد بن جبير، وأبي قزعة، وأبي مالك، وأبي صالح.
وقال الحسن البصري: أي واللَّه، إن له لمعادًا، يبعثه اللَّه يوم القيامة ثم يدخله الجنة.
وقد رُوي عن ابن عباس غير ذلك، كما قال البخاري في التفسير من "صحيحه":
حدثنا محمد بن مقاتل، أنبأنا يعلى، حدثنا سفيان العصفري، عن عكرمة، عن ابن عباس: {لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ} قال: إلى مكة.
وهكذا رواه النسائي في تفسير سننه، وابن جرير من حديث يعلى -وهو ابن عبيد الطنافسي- به.
وهكذا روى العوفي، عن ابن عباس: {لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ} أي: لرادك إلى مكة كما أخرجك منها.
وقال محمد بن إسحاق، عن مجاهد في قوله: {لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ}: إلى مولدك بمكة.
قال ابن أبي حاتم: وقد روي عن: ابن عباس، ويحيى بن الجزار، وسعيد بن جبير، وعطية، والضحاك، نحو ذلك.
وحدثنا أبي، حدثنا ابن أبي عمر، قال: قال سفيان: فسمعناه من مقاتل منذ سبعين سنة، عن الضحاك، =

<<  <   >  >>