(لهُ هِممٌ لا مُنتهى لكبارها ... وهمتهُ الصغرى أجلُ من الدهرِ)
(له راحةٌ لو أن معشارَ جُودها ... على البرَ كان البرُ أندى من البحر)
أخذه المتنبي فقال وقصر:
(تجمعتْ في فؤاده هممٌ ... ملءُ فؤادِ الزمانِ إحداها)
وموضع التقصير فيه أن الأول جعل همته الصغرى أجل من الدهر وجعل المتنبي إحدى همه ملء فؤاد الزمان فإذا كان ملء فؤاده فليس بأجل منها. ومما يذكر في وصف كبر الهمة أن سيف بن ذي يزن دخل على كسرى فتطأطأ في طاق رفيع من طيقان قصره وجلس فدفعت إليه مخدة فجعلها على رأسه وكسرى يرمقه فلما سأل سيف حاجته قيل له إن الملك قد رأى منك خلتين عجيبتين وضع المخدة على رأسك وإنما أعطيتها لتجلس عليها وتطأطؤك في الطاق الرفيع فقال أما المخدة فرأيت عليها صورة الملك فوضعتها على أكرم موضع عندي وأما تطأطئ في الطاق الكبير فإن همتي أكبر منه. فاستحسن كلامه وضم إليه جيشاً أزاح بهم الحبشة عن بلده. ومن بليغ ما قيل في كبر الهمة يقول علي بن محمد البصري: