(فإن تك مصفوراً فهذا دواؤهُ ... وإن تك جوعاناً فذا يوم تشبعُ)
فضحك الرشيد وقال يا أصمعي ما لدينا ليس فيها مثلك حسن، فدعوت له وفضلته على الملوك بالعلم، فقال يا أصمعي نحن كل يوم نشبع. ومما يجري مع هذا القول في الرحا: فمن أجود ما قيل فيها ما أنشدناه أبو أحمد:
(عجبتُ من سائرةٍ لا تبرحُ ... ينهاك عن ركوبها من ينصحُ)
(دائبة تمسي بحيثُ تصبحُ)
والحمد لله وحده.
٣ - (الفصل الثالث)
(في ذكر الشراب وما يجري معه من رقيق المعاني) للقدماء في صفة الخمر قول الأعشى
(تريك القذى من دونها وهي دونه)
يريد أنها من صفائها تريك القذى عالية عليها وهي في أسفلها. ومن أطرف ما قيل في صفاء الخمر قول أبي نواس:
(ترى حيثما كانتْ من البيتِ مشرقا ... وما لم تكن فيه من البيتِ مغربا)