للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(يا ليلة نسي الزَمانُ بها ... أحداثهُ كَوني بلا فجر)

(راحَ الصباحُ ببدرِها ووشتْ ... فيها الصّبا بمواقعِ القطرِ)

(ثم انقضتْ والقلبُ يتبعها ... في حيث ما سقطتْ من الدَّهرِ)

وقلت:

(وصلت نعم ولكن صلةً ... تشبهُ اللحظةَ في انتقالها)

(لستُ أدري أتمتعتُ بها ... أم بزورِ الزور من خيالها)

(ومضى الليلُ سريعاً مثلما ... أنشطتْ دهماء من عقالها)

[الفصل الثالث من الباب السادس]

(في ذكر الصباح والشمس والنهار وما يجري مع ذلك) أجود ما قيل في الصباح من شعر الأعراب:

أخبرنا أبو أحمد

أخبرنا أبو بكر ابن دريد عن أبي حاتم عن الأصمعي قال نزلت بقوم من غُتي وقد جاوروا قبائل من بني عامر بن صعصعة فحضرت ناديهم وهناك شيخ طويل الصمت عالم بالشعر قد جعل الناس يأتونه من كل ناحية فيجلسون إليه وينشدون أشعارهم فإذا سمع الشعر الجيد قرع الأرض بمحجنة فينفذ حكمه على من حضر منهم بشاة إذا كام ذا غنم وابن مخاض إن كان ذا إبل فذبح أو نحر لأهل الوادي فقال حضرتهم يوماً والشيخ جالس فأنشده بعضهم يصف القطا:

(غَدَتْ في رعيل ذي أداوَى منوطةٍ ... بلباتها مربوعة لم تُمرح)

(إذا سَربخٌ عطت مجال سرائهِ ... تمطت فحطتْ بينَ أرجاءِ سربخ)

فقرع الشيخ الأرض بمحجنة وهو صامت، ثم أنشده آخر يصف ليلة:

<<  <  ج: ص:  >  >>