للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(وإني لعبدُ الضيفِ ما دامَ ثاويا ... وما فيَّ إلَاّ ذاك من شيمة العبدِ)

وقال الآخر

(وعبد للصحابة غير عبد ... )

وسمعت بعض الشيوخ يقول أبلغ شئ قيل في الافتخار قول الآخر:

(أبَني حنيفة أحكموا سُفهاءكم ... إني أخافُ عليكمُ أن أغضبا)

قوله

(أخاف عليكم أن أغضب ... )

بليغ في الوعيد وفي دلائل القدرة على ما يسوؤهم، قال أبو هلال هو لجرير فهدد فيه بالهجاء ولو كان لمن يتمكن من القتل والاسر والنكاية لكان أفخر بيت قيل.

وأخبرنا أبو أحمد عن ابن دريد عن عبد الرحمن عن عمه قال ذكر أعرابي قوما فقال: ما نالوا بأطراف أناملهم شيئاً إلا وطئناه بأخامص أقدامنا وان أقصى مناهم لأدنى فعالنا. وقال أبو دلف للعجلي:

(وكن على الدهرِ فارساً بطلا ... فإنما الدهرُ فارسٌ بطلٌ)

(لابُدَ للخيلِ أن تحولَ بنا ... والخيلُ أرحامنا التي نصلُ)

(فمرةً باللّجين ننقلها ... ومرةً بالدماء تنتقلُ)

(حتى ترى الموت تحتَ رايتنا ... تُطفأ نيرانُها وتشتعلُ)

٣ - (الفصل الثالث من الباب الأول في التهاني)

لم تكن من الأقسام التي كانت العرب تصوغ فيها شعراً وإنما كانت أقسام الشعر في الجاهلية خمسة: المديح والهجاء والوصف والتشبب والمراثي حتى زاد النابغة فيها قسماً سادساً وهو الاعتذار فأحسن فيه ولا أعرف أحداً من المحدثين بلغ مبلغه فيه إلا البحتري فانه قد أجاد القول في صنوفه وأحسن وأبلغ ولم يذر لأحد مزيداً حتى قال بعضهم هو في هذا النوع النابغة الثاني. ولا عرف للعرب

<<  <  ج: ص:  >  >>