للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وسنة نبيه

فكان هذا من أوجز خطبة وأحسنها للمراد. ومن موجز كلامهم: ليس مع الخلاف ائتلاف. وقولهم رضا الناس غاية لا تبلغ. وقولهم لا ينفعك من جار سوءٍ توق. وقولهم سرك من دمك. وقيل من لم يمت لم يفت. وقولهم عقل الكاتب على قلمه. ومن الصدق الذي لا ارتياب فيه قولهم من جالس عدوه حفظ عليه عيوبه. ومن الموجز المليح ما وري أن بني أمية وفدوا على عبد الملك بن مروان فقال أهل الشام ما عسى أن يقول خطيبهم فقام رَجُلٌ منهم فقال يا أمير المؤمنين نحن من تعرفُ وحقنا مالا تنكر وجئناك من بعد ونمتُ من قرب فمهما تفعل بنا من خير فنحن أهله، فتطاول عبد الملك وقال يا أهل الشام هذا كلام قومي. ومن جيد الاستعارة قول بعضهم: كانوا في ظل رقيق الحواشي فطواه الدهرُ عنهم. وقيل القلم أنف الضمير والخط لسان اليد. وقال النبي

(جَدعَ الحلالُ أنفَ الغيرة) وقالوا الفكرة مُخُ العمل. وقيل الشيبُ خطام المنية. وقالوا المذاكرةُ حياة العلم. وقيل الخمول دفن الحي. وقلت السخاء سلم المجد. وقلت المراء ينقض مرر المودة والتواني يثمر الندامة والكسل ينتج الفقر. وقيل البياض علم الجمال. وقلت الحياء عنوان الكرم. وقلت العتاب مقدمة السخط. وقال ابن المعتز المعروف غلٌّ لا يفكه إلا شكرٌ أو مكافأة، وقلت العين رائد القلب. وقلت الذل رسيل الدين والشكر ضامن المزيد والغنى مظنة البطر. وقال آخر اللحظ طرف الضمير. وقلت الشكر مرتبط النعم. وقال آخر من جرى في عنان أمله عَثر بأجله. وقال الأعمال ثمار النيات. وقيل التواضع سلم السرف. وقلت المال عدو الوفاء. وقيل التجني رسول القطيعة وقال الأحنف الأدب عزوة العز. ومن أصدق كلمة أعرفها قول ابن المعتز: من قوي عقله كثر حلمه وقل غيظه. وقال الفرصةُ سريعةُ الفوت وبطيئة العود. وقال نرقع خرق الدنيا ويتسع ونشعبها وتنصدع ونجمع منها مالا يجتمع.

<<  <  ج: ص:  >  >>