للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الإساءة ويغمض موضع التقصير فيه. وقد فسرت في كتاب صنعة الكلام مواضع الأشكال من هذه الفصول فتركتُ إعادتها ههنا فإذا أردتها فاطلبها في مظانها هناك تطفر ببغيتك منها إن شاء الله تعالى. وقد أحب قومٌ الإيجاز في بعض المواضع منهم جعفر بن يحيى قال لكتابه: إن استطعتم أن يكون كلامكم مثل التوقيع فافعلوا. وقال بعضهم في المذهب الأول إذا كان الإيجاز كافياً كان التطويلُ عياً وإذا كان التطويلُ واجباً كان التقصيرُ عجزاً. وقيل لأعرابي ما البلاغة؟ فقال الإيجاز من غير عجز والاطناب من غير خطل. فانظر إلى كلام هذا الأعرابي فهو بليغ. (

[جمل من بلاغات العجم]

العجمُ والعربُ في البلاغة سواءٌ فمن تعلم البلاغةَ بلغةٍ من اللغات ثم انتقل إلى لغةٍ أخرى أمكنه فيها من صنعة الكلام ما أمكنه في الأولى، وكان عبد الحميد الكاتب استخرج أمثلة الكتابة التي رسمها من اللسان الفارسي فحولها إلى اللسان العربي، ويدلك على هذا أيضاً أن تراجم خُطب الفرس ورسائلهم هي على نمط خطب العرب ورسائلها، وللفرس أمثال مثل أمثال العرب معنى وصنعةً وربما كان اللفظ الفارسي في بعضها أفصح من اللفظ العربي، من ذلك قول العرب (ولدك من دمى عقبيكِ) وقول الفرس (هرك نزاد نرود) واللفظُ الفارسي في هذا أفصح من اللفظ العربي وأحسن، وقولهم (كشند ميد) مثل قول العربي (من يسمع يخل) سواءٌ في المعنى، والفارسي أقل حروفاً، وقولهم (أصيد بركة خورده) وليس للعرب في معنى هذا المثل شئ ومعناه (المأمول

<<  <  ج: ص:  >  >>