للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وأحسن من ذلك كله وأشهرُ قول الآخر:

(يا ابن حربٍ كسوتي طيلساناً ... ملَ من صحبةِ الزمانِ وصدَّا)

(إن تنحنحت فيه ينحز عيراً ... أو تحركتُ فيه ينقدُ قدَّا)

[من أحب لبناته الموت]

قال بعض الأعراب:

(إني وإن سيقَ إليّ المهرُ ... ألفٌ وعبدان وذودٌ عشرُ)

(أحبُ أصهاري إليّ القبر ... )

وقال عبيد الله بن عبد الله بن طاهر:

(لكلَ أبي بنتٍ يُراعي شؤونها ... ثلاثةُ أصهارٍ إذا طُلبَ الصهرُ)

(فبعلٌ يُراعيها وخدرٌ يكنها ... وقبرٌ يُواريها وخيرُهما القبرُ)

جعل القبر خير الثلاثة الأصهار فإنه نعم الصهر في الستر. كلام الملحدين لعنهم الله " فمنهم ديك الجن عبد السلام بن رغبان الحمصي:

(هي الدنيا وقد نعِموا بأخرى ... وتسويفُ النفوسِ من السوافي)

(فإن كذبوا أمنت وإن أصابوا ... فإنَ المبتليك هو المُعافي)

(وأصدقُ ما أبثُّك أن قلبي ... بتصديقِ القيامةِ غير صافي)

وقال ابن أبي البغل:

(باحَ ضميري بمضمرِ الأمرِ ... وذاك أني أقولُ بالدهرِ)

(وليسَ بعد المماتِ حادثةٌ ... وإنما الموتُ بيضةُ العقرِ)

وقال آخر:

(يا ناظراً في الدين ما الأمر ... لا قدرٌ صحَ ولا جَبرُ)

(ما صحّ عندي من جميعِ الورى ... يذكرُ إلا الموتُ والقبرُ)

قبحهم الله لقد أعظموا القول ولم ينتفعوا إلا بالفضيحة في الدنيا والاثم في الآخرة. وإنما أورد مثل هذا لتعرف أهله ولأن تسمية الكتاب توجيه. ونحوه

<<  <  ج: ص:  >  >>