للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[ومن كلام الفلاسفة]

قال ارسطاطا ليس: ليس الحاجة إلى العقل أقبح من الحاجة إلى المال. وقيل له ما أشد الأشياء على الأحمق؟ قال السكوتُ. وقيل له ما أحسن الأشياء؟ قال الانسان المزين بالأدب. وقال: العقل سبب تنغيص العيش. وإلى هذا المذهب ذهب ابنٍ أبي البغل في قوله:

(الصَّعْو يصفرُ دائبا ولأجله ... حُبس الهزازُ لأنه يترنّمُ)

(لو كنتُ أجهلُ ما علمتُ لسرّني ... جهلي كما قد ساءني ما أعلمُ)

وقال المتنبي:

(ذو العقلِ يشقى في النعيمِ بعقلهِ ... وأخو الجهالةِ في الشقاوةِ ينعمُ)

وقلتُ:

(أواصِلُ الهمِّ في ضيقٍ وفي سعةٍ ... كأنّ بيني وبينَ الهمِّ أرحاما)

(إن إمرأً عظمتْ في الناس همته ... رأى السرورَ جوىً والوفر إعداما)

وقلت:

(وأكثرُ حالاتِ الزمانِ يغمني ... وليس لغمَ العارفينَ مفرج)

ورؤي الحسنُ البصري حزيناً فقيل له في ذلك فقال: غمى مكتسبٌ من عقلي ولو كنت جاهلاً لكنت في راحة من عيشي وافتخر قومٌ بالمال عند فيثاغورس فقال: وما حاجتي إلى المال الذي يعطيه الحظ ويحفظه اللؤم ويهلكه السخاء وقيل له ما أصعب الأشياء على الانسان؟ قال أن يعرف قدر نفسه ويكتم سره. وقال بعضُ أهل الهند: ليس شئ أعرف بنفسه من الإنسان ولا أجهل بها منه. وقيل لسقراط أي السباع أجمل؟ قال المرأة. ومن التشبيه المصيب قول سقراط لرجل استشاره في التزويج: إن المتزوجين مثل السمك الذي يصاد بالقفاف فما حصل فيها يروم الخروج منها وما كان خارجاً يبغي الدخول فيها. وقيل لرجل منهم ما سبب موت أخيك؟ قال كونه. ومثل ذلك

ما أخبرني به عم أبي أبو سعيد الحسن بن سعيد أظنه عن أبيه قال: ورد البريد إلى المأمون من خراسان بموت ابن المؤيد فاستدعاه

<<  <  ج: ص:  >  >>