قول ابن الرومي وأجاد:
(أيارب إن سويتَ بيني وبينهُ ... لما كانَ عدلاً أن نكونَ سواءً)
(فكيفَ وقد أعليتهُ وخفضتني ... فكنتُ له أرضاً وكانَ سماءً)
[فصل آخر]
كتب أبو الشيص إلى رجل كان وعده مخدة فأبطأت عليه:
(يا صديقي وأخي في ... كلَ ما يعرو وشِدَّه)
(ليتَ شعري هلْ زَرَعتمْ ... بذرَ كتانِ المخدَّه)
وأخبرني أبو أحمد عن أبيه عن أحمد بن أبي طاهر قال أهدى بعض العمال إلى دعبل بن علي الخزاعي برذوناً زمناً فرده وكتب إليه:
(وأهديتهُ زَمِناً فانيا ... فلا للركوبِ ولا للثمنْ)
(حملتَ على زمنٍ شاعراً ... فسوفَ يكافي بشعرٍ زمن)
(أيا الفضل ذمّاً وغرماً معاً ... فما كنتَ ترجو بهذا الغبن)
ووعد رجل دعبلاً نعلاً يهديها إليه عند قدومه من الحج فأبطأت عليه فقال دعبل الخزاعي:
(وعدتُ النعلَ ثمَّ صدفتَ عنها ... كأنك تشتهي شتما وقذفا)
(فإنْ لم تهدِ لي نعلاُ فكنها ... إذا أعجمت بعد النونِ حرفا)
وأخبرني أبو أحمد عن أبيه عن أحمد بن أبي طاهر قال كتب إلى أبو علي البصير يستهدني بخوراً كنتُ أهديثُ منه إلى بعض إخواني، والأبيات:
(يا شقيقي ويا خليلي إباءً ... المرجَّى لكلَ خيرٍ ومير)
(أنتَ من أطيبِ الأنامِ بخوراً ... غيرَ أني شممتهُ عندَ غيري)
(وهو جمُ لديك فابعث بدرجٍ ... منهُ إن لم أكنْ تعديتُ طوري)
فكتبتُ إليه:
(قد بعثنا إليك منهُ بدرجٍ ... وأزرناك منهُ أطيبَ زورِ)