للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وأول من ذكر هذا المعنى صاحب كليلة ودمنة. وإلى معنى قول البيت الأول يومئ قول البحتري:

(قصائد ما تنفكُ فيها غرائب ... تألق في أضعافها وبدائعُ)

(مكرمةُ الأنساب فيها وسائلٌ ... إلى غير من يحبى بها وذرائعُ)

ومما سبقت إليه من المعاني ما قلته:

(رفعَ السترُ فانثنى غصنُ بانِ يتجلى الهلالُ في معناه)

(ليسَ لي أنْ أنالَ ما أتمنى ... من جنى وصلهِ اللذيذِ جناه)

(فلو أني كنت في بعضِ شعري ... فإذا ما شداه قبلت فاه)

وما أبلغ ما قيل في بخل المعشوق من قديم الشعر ما أنشدناه أبو أحمد عن أبي بكر بن دريد عن عبد الرحمن عن عمه:

(وما نطفةٌ كانتْ سلالةَ بارقٍ ... يمت عن طريق الناسِ ثم استظلتْ)

(بأطيبَ من أثيابِ تلتم بعدما ... حدا الليلُ أعقابُ النجومِ فولّت)

(وقد بخلت حتى لو أني سألتها ... قذى العين من ضاحي الترابِ لضنّتْ)

ومن أحسن ما قيل في وقوف النظر على المعشوق قول بعضهم (قيد الحسن عليه الحدقا) وهو من قول امرئ القيس (قيد الأوابد) وقد أحسن الآخر في وقوله:

(ظبيٌ له من قلوبِ الناسِ نابتةُ ... من المودةَ تجني أطيبَ الثمرِ)

(إذا بدا رمتِ الأبصارُ وجنتَه ... معاً فلم تختلف عينان في نظرِ)

ونحوه قول المتنبي:

(وخصر تثبتُ الأبصارُ فيهَ ... كأنَ عليهِ من حدقٍ نطاقا)

ومن أجود ما قيل في كمال الحسن ما أنشدناه أبو أحمد:

(كلُ شئ من محاسنِها ... كامنٌ في حسنه مثلا)

(ليسَ فيها ما يقالُ له ... كملتْ لو أنَ ذا كملا)

وقال أبو نواس

[لومني الحسن ما تعداها]

أخذه أبو تمام فقال:

<<  <  ج: ص:  >  >>