للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فقالت الجارية:

(إن المطايا لا يلذُ ركوبُها ... ما لم تذلل بالزمام وتركب)

(والدر ليس بنافع أربابه ... مالم يؤلف في النظام ويثقب)

قد أحسنا جميعا إلا أن وجو الكلام أن يقال يثقب ويؤلف في النظام. أصدق ما قيل في صفة الحب قول العباس بن الأحنف:

(من كانَ يزعم أن يداري في الهوى ... حتى يشكك فيه فهو كذوبُ)

(الحبُ أملك للفؤادِ بقهرهِ ... من أن يُرى للسرَ فيه نصيبُ)

وقلت:

(آفةُ السرِّ من جفونٍ ... دوامٍ دوامع)

(كيف يخفي مع الدموع ... الهوامي الهوامعِ)

(ما رأينا أخا هوى ... سرهُ غير ذائعِ)

(إنَ نيرانَ حُبه ... بادياتُ الطوالعِ)

من أظرف ما قيل في ذكر الشركة في الهوى ما أنشدنيه أبو أحمد:

(مالي جفيتُ وكنتُ لا أجفى ... وعلامةُ الهجرانِ لا تخفى)

(وأراك تمزجني وتشربني ... ولقد عهدتُك شاربي صِرفا)

وقد أحسن العباس بن الأحنف في هذا المعنى وهو قوله:

(يا فور لم أهجركمُ لملالةٍ ... منيّ ولا لمقالِ واشٍ حاسدٍ)

(لكنني جرَّبتكُم فوجدتُكم ... لا تصبرونَ على طعامٍ واحدِ)

وقد جاء أبو نواس بهذا المعنى إلا أن قول العباس أطبع، قال أبو نواس:

(أتيتُ فؤادها أشكو إليه ... فلْم أخلص إليه من الزَّحامِ)

(فيا مَنْ ليس يكفيها محبٌ ... ولا ألفا محبٍ كل عام)

(أطنك من بقيةِ قوم موسى ... فهمْ لا يصبرون على طعامِ)

ومما سبق به العباس الشعراء كلهم قوله:

(أحرم منكم بما أقولُ وقد ... نال به العاشقونَ من عشقوا)

(صرتُ كأني ذبالةٌ نصبت ... تضئ للناسِ وهي تحترقُ)

<<  <  ج: ص:  >  >>