للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

الخباء، شبه والشيخ بالطلق وهو القيد لانحنائه. وقريبٌ منه قول الآخر:

(عودٌ على عودِ قوود للإبل ... يموتُ بالترك ويحيا بالعملِ)

عودٌ: بعير، على عود يعني طريقاً، يموت بالترك: يعني الطريق يدرس إذا لم يسلك، ويحيا بالعمل: إذا سلك استبان. ومن المختار في صفة النعاس قول الآخر:

(فأصبحنَ بالموماةِ يحملنَ فتيةً نشاوى من الأدلاج ميلُ العمائم)

(كأن الكري سقاهم صرخديةً ... عُقاراً تمشي في المطا والقوائم)

وأخبرنا أبو أحمد عن أبي بكر عن عبد الرحمن عن الأصمعي أن أبا عمرو ابن العلاء كان يستحسن قول بشامة بن غدير ويعجب منه غاية العجب:

(كأن يديها وقد أرقلت ... وقد حرنَ ثم اهتدينَ السبيلا)

(يدا سابح خرَ في غمرةٍ ... فأدركه الموتُ إلا قليلا)

ومما يجري مع ذلك قول الأعرابي:

(بدأن بنا وابن الليالي كأنّهُ ... حُسامٌ جلا عنه القيون صقيلُ)

(فما زلتُ أفني كلَ يوم شبابَهُ ... إلى أن أتتك العيسُ وهو ضئيلُ)

[الفصل الرابع]

(في ذكر الوحوش والسباع والكلاب والصيد وما يجري مع ذلك) فمن أجود ما قيل في وصف الثور إذا عدا فيخفى تارة ويظهر أخرى قول الطرماح، وكان الأصمعي يتعجب من حسنه:

(يبدو وتضمرُهُ البلادُ كأنّهُ ... سيفٌ على شرف يُسَلُّ ويغمدُ)

وقد أحسن عدي بن الرقاع في وصف ثورين وما يثيران في عدوهما من الغبار وهو:

(يتعاورانِ من الغبارِ مُلاءةً ... بيضاءَ مُخملةً هما نسجاها)

<<  <  ج: ص:  >  >>