للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[الفصل الثاني من الباب الحادي عشر]

(في ذكر العلل والأمراض والمراثي والتعازي والزهد) أحسن ما قيل في الرمد قول الواثق أنشدناه أبو أحمد عن الصولي قال وجدتُ مع هارون بن محمد بن عبد الملك الزيات من شعر الواثق بالله في خادم له قد اشتكت عينه:

(لي حبيبٌ قد طال شوقي إليه ... لا أسميهِ من حذاري عليه)

(لم تكن عينهُ لتجحدَ قتلي ... ودمي شاهدٌ على جفنيه)

ومن ههنا أخذ هذا المعنى فتدوول قال ابن الرومي أو الناجم:

(قالوا اشتكت عينهُ فقلتُ لهم ... من كثرةِ القتلِ مسها الوَصَبُ)

(حُمرتها من دماء من قتلت ... والدمُ في النّصلِ شاهدٌ عجب)

ومن بديع ذلك وغريبه ما أنشدناه أبو أحمد عن الصولي أيضاً:

(يكسِر لي طرفاً به حمرةٌ ... قد خلطَ النّرجِسَ في وردهِ)

(ما احمرت العينُ ولكنه ... يكحلها من وردتيْ خدِّهِ)

أخذه من بعض أهل زمانه:

(قالوا بدت في عينه حمرةٌ ... قد حازها من وردة الخد)

(فقلت لم يرمد ولكنه ... يصافح النرجسَ بالوردِ)

ومن مليح ما قيل في شكاية الحبيب قول العباس بن الأحنف:

(زعموا لي أنها صارتْ تحم ... ابتلى الله بهذا من زعمْ)

(اشتكتْ أكمل ما كانت كما ... يكسف البدر إذا ما قيل تم)

ومما قيل في اصفرار اللون من العلة قول أبي تمام:

(معدن الحسنِ والملاحة قد أصبح ... للسّقم مَعدِناً وقراراً)

<<  <  ج: ص:  >  >>