(حاسبتُ عن لمتي مزينها ... حسابَ شيخ للحقّ متبعِ)
(قلتُ له اقنع من أصلِ واجبها ... بالثلثِ مما به عملتَ معي)
(واعملْ على أنها مزارعةٌ ... شكوتُ فيها شكاةَ مُتضع)
(فاحطط خراجَ الذي أصبتَ به ... واستوفِ مني خراجَ مُزدرَعِ)
ومما جاء في مدح الصلع ما أخبرنا به أبو أحمد عن ابن الأنباري عن ثعلب عن ابن الأعرابي قال ألح رجلٌ النظر إلى أمير المؤمنين علي عليه السلام فقال له إلى أي شئ تنظر؟ قال إلى بطن مندح وهامةٍ صلعاء فقال عليه السلام أما البطن فأسفله طعم وأعلاه علم وأما الهامةُ فكما قال الشاعر:
(بنى لنا المجدَ آباءُ لهن شرفٌ ... صُلعُ الرؤوسِ وسيما السؤددِ الصلعُ)
وقال آخر:
(كفى حَزناً أني أدبِ على العصا ... فيأمنُ أعدائي ويبغضني أهلي)
(ويوصي بي الوغدُ الضعيفُ مخافةً ... عليَّ وما قام الحواضنُ عن مثلي)
(أقيمُ العصا بالرجلِ والرجلَ بالعصا ... فما عدّلت ميلي عصايَ ولا رجلي)
وقال محمود الوراقُ في ذم الخضاب:
(يشيبُ الناسُ في زمنٍ طويل ... ولي في كلَ ثالثةٍ مشيبُ)
(وأخفي الشيبَ جهدي وهو يبدو ... كما غطى على الريبِ المريبُ)
وقلت:
(جريت لعارضِ غيثِ الليالي ... تحالك لونه فابيضَّ جُلُّه)
(وصرت تقصّ ما يبيضُ منه ... أتحلقه إذا ما ابيضَّ كلُّه)
(تعزّ عن الشبيبةِ والهَ عنها ... فإن الليلَ ليسَ يدوم ظله)
(وخلَ الشيبَ يضحكُ ناجذاهِ ... فإنَّ الصبحَ لا يخفى مطله)
(وإن حلت عرى اللذاتِ فيهِ ... فلستَ بعاقدٍ ماجذ حبله)