للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ومن أجود ما سمعته في الليلة المقمرة ما أنشدنيه أبو أحمد:

(هل لك في ليلة بيضاءَ مقمرةٍ ... كأنها فضةٌ ذابتْ على البلد)

وقلت:

(كم قد تناولتُ اللذاذ قمن كثبٍ ... والدَهر مسكونُ الحوادثِ والنّوَبِ)

(في ليلةٍ قمراءَ تحسبُ أنها ... تلقى على الآفاقِ أرديةَ قصبِ)

ومن البديع قول ابن المعتز:

(ما ذقت طعم النوى لو تدري ... كأنما حنبي على جَمرِ)

(في قَمرٍ مشرقٍ نصفُه ... كأنه مجرفةُ العِطرِ)

(فريسةٌ للبقَ منهوشةٌ ... قد ضعُفتْ كفَّي عنِ النّصرِ)

وقال في ذم القمر:

(وبات كما سرَ أعداؤهُ ... إذا رامَ قوتاً من النَّومِ شَذّ)

(تعززهُ شرراتُ البعوضِ ... في قمرٍ مثلِ ظهرِ الجُرَذْ)

[الفصل الثاني من الباب السادس]

(في ذكر ظلمة الليل وطوله وقصره وما يجري مع ذلك من سائر أوصافه) فمن أحسن ذلك قول ذي الرمة:

(وليلٍ كجلبابِ العروس ادرعته ... بأربعةٍ والشخصُ في العين واحدُ)

(أحمُ علافيٌّ وأبيض صارمٌ ... وأعيسُ مهريٌ وأروع ماجدُ)

فأخذه ابن المعتز ونقله إلى ما هو أظرف لفظاً منه وهو قوله:

(وليلٍ كجلبابِ الشبابِ قطعتهُ ... بفتيان صدقٍ يملكونَ الأمانيا)

جلباب الشباب أظرف من جلباب العروس.

<<  <  ج: ص:  >  >>