للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قالوا من أبلغ ما قيل في ظلمة الليل قول مضرس ابن ربعي

(وليلٍ يقولُ الناسُ من ظلماتهِ ... سواء صحيحاتُ العيونِ وعورُها)

(كأنَ لنا منهُ بيوتاً حصينةً ... مسوحٌ أعاليها وساج كسورها)

وقريب من هذا قول الأعرابي: خرجنا في ليلة حندس قد ألقت على الأرض أكارعها فمحت صورة الأبدان فما كنا نتعارف إلا بالأذان. وقلت في هذا المعنى:

(وليلةٍ كرجائي في بني زمني ... مُسوَدَّة الوجهِ منسوباً إلى الفحمِ)

(سَدَّتْ على نظرِ الرائينَ منهجهُ ... حتى تعارَفَت الأشخاصُ بالكلم)

(لا أسأمُ الجهدَ فيها أن أكابدهُ ... ولا ترى صاحبَ الحاجاتِ ذا سأم)

(أحاولُ النجحَ في أمرٍ أزاولهُ ... والنجحُ في دلجاتِ الأنيقِ الرُّسمِ)

ومن جيد التشبيه قول أبي تمام:

(إليكَ هتكنا جنحَ ليل كأنه ... قد اكتحلتْ منه البلادُ باثمدِ)

أخذه من قول أبي نواس:

(أبن لي كيفَ صرتَ إلى حريمي ... وجنحُ الليلِ مكتحلٌ بقارِ)

وقول أبي تمام أجود لأن الاكتحال بالثمد لا بالقار وأظرف ما قيل في ذلك قول مسلم بن الوليد:

(أجدك ما تدرينَ أنْ ربَ ليلةٍ ... كأنَ دُجاها من قرونِك تُنشرُ)

(صبرتُ لها حتى تجلتْ بغرةٍ ... كغرةِ يحيى يومَ يذكرُ جعفرُ)

وقد طرف القائل في قوله:

(لا تَدْعني لَصبُوحٍ ... إنَّ الغبوقَ حبيبي)

(فالليلُ لوّن شبابي ... والصبحُ لوّن مشيبي)

ومن الاستعارة قول ذي الرمة:

<<  <  ج: ص:  >  >>