للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقال سعيد بن حميد:

(فالآن حينَ بدتْ بخدِّك لحيةٌ ... ذهبت بملحك ملء كفَ القابضِ)

وقال ابن طباطبا:

(يا من يزيل خلقة الرحمن ... عما خلقتْ)

(تب وخفِ اللهَ على ... كفك مما اجترحتْ)

(هل لك عذرُ عندهُ ... إذا الوحوشُ حشرت)

(بلحيةٍ إن سُئلت ... بأيِّ ذنب نتفتْ)

وقلت:

(حصلت في بيتي ذا غلظة ... كأنني مشطُ ابنِ منصورِ)

(يا لحيةً هتك أستارها ... بأصبع منه وأظفور)

(فخذه من سح؟ تارةً ... وتارة من قشر بلور)

(فاترة كالمسك في لونه ... وتارة في لون كافورِ)

(يعجبه المردُ فيحكيهمُ ... حكاية زور من الزورِ)

(يقول ما أحسنَ رب الورى ... إذ غرسَ الظلمةَ في النورِ)

وقلت:

(من شقوةِ المردِ أن تبدو شوارابهم ... مسودةُ قبلَ أن تبدوا عوارضهم)

(يا ويحهم من لحى جدَّت مناقشهم ... فيهنَّ أو لعبتْ فيها مقارضهم)

قد أتيت في هذا الفصل على مافيه مقنع وبالله التوفيق.

[الفصل الثالث في الاعتذار]

الإعتذار أيدك الله ذلة ولا بد منه لأن الإصرار على الذنب فيما بينك وبين خالقك هلكة وفيما بينك وبين صديقك فرقة وعند سائر الناس مثلبة وهجنة فعليك به إذا واقعت الذنب وقارفت الجرم ولا تستنكف من خضوعك وتذللك فيه فربما استثير العز من تحت الذلة واجتنى الشرف من شجرة الندلة ورب محبوب في مكروه

(والمجد شهد يجتني من حنظل)

ومما خص به الإعتذار أن الحق لايثبت لباطله والحقيقة لا تقوم مع تخييله وتمويهه وإن رده لايسمع مع الكذب اللائح في

<<  <  ج: ص:  >  >>