للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(لم تشن وجهه الجميلَ ولكن ... حَملت ورد جنتيهِ بهارا)

ونحوه قول أحمد ابن إسحاق الطالقاني:

(لقد حلّتِ الحمّى بساحةِ خَدّهِ ... فأبدلتِ التّفاحَ بالسوسنِ الغضَ)

والأصل في ذلك قول عبد نبي الحسحاس أخبرنا أبو أحمد قال أخبرنا أبو إسحاق الشطبي قال حدثنا ابن أبي سعيد قال حدثنا الخزامي قال حدثنا عبد الملك الماجشون عن يوسف بن عبد العزيز الماجشون قال كتب عبد الله بن عامر إلى عثمان بن عفان: إني اشتريت لك عبداً حبشياً شاعراً. فكتب إليه عثمان لا حاجة لي فيه فإن قصارى الشاعر منهم أن يهجو أعراضهم ويشبب بكريماتهم فاشتراه بنو الحسحاس وكان يكسرُ في كلامه فقال يوسف فحدثني من رآه في شجرة واضعاً إحدى رجليه على الأخرى يقرض الشعر وينسب بأخبث نسيب ويقول:

(ماذا يُريدُ السقامُ من قمرٍ ... كلُ جمالٍ لوجههِ تبعُ)

(ما يبتغي خابَ من محاسنها ... أما لهُ في القباحِ متسّع)

(لو كانَ يبغي الفداءَ قلتُ له ... ها أنا دونَ الحبيبِ يا وجع)

ثم يقول لنفسه (أحسنك والله) يريدُ أحسنت. وكان كما حدث عثمان رضي الله عنه فإنه ما زال يهجو مواليه ويشبب بفتياتهم حتى قتلوه فضحكت منه امرأةٌ وقد ذهبوا ليقتلوه فقال فيها:

(فإن تضحكي مني فيا ربَ ليلةٍ ... جعلتكِ فيها كالقباء المفرّجِ)

وقال أيضاً:

(ولقد تحدرَ من جبينِ فتاتكم ... عَرَقٌ على وجهِ الفراشِ وطيبُ)

ومن عجيب ما يُروي له قوله يمدح نفسه:

(إن كنتُ عبداً فنفسي حُرةٌ كرماً ... أو أسودَ اللونِ إني أبيضُ الخلقِ)

وهذا أحسن ما مدح به أسود. ومن أحسن ما وصف به نحول العليل قول أبي نواس الحسن بن هانئ:

<<  <  ج: ص:  >  >>