(إذا ضاقت على أملٍ بلادٌ ... فما سُدَّتْ على عزمٍ سبيلُ)
وقال غيره:
(وما الجودُ عن فقرِ الرجالِ ولا الغنى ... ولكنهُ خيمُ الرجال وخيرُها)
ومن عجيب المعاني في عظم السؤال وموازنته للنوال بل رجاحته عليه ما
أخبرنا به أحمد
أخبرنا أبو بكر بن دريد
أخبرنا السكن بن سعيد عن محمد بن عباد قال دخل كوثر بن زفر بن الحارث الكلابي على يزيد بن المهلب فقال له أيها الأمير أنت أعظم قدراً من أن تستعان أو يستعان عليك وليس تفعل من المعروف شيئاً ألا وهو يصغر دونك وأنت أكبر منه وليس العجب أن تفعل ولكن العجب أن لا تفعل. فقال سل حاجتك قال حملت عشر ديات وقد بهظتني فقال قد أمرت لك بها وشفعتها لك بمثلها فقال أما ما سألتك بوجهي فأقبله منك وأما ما أبتدأتني به فلا حاجة لي فيه. قال ولم وقد كفيتك مؤنة السؤال؟ قال أني رأيت الذي أخذت مني بمسألتي إياك بوجهي أكثر مما نالني من عرفك وكرهت الفضل على نفسي. فقال له يزيد أسألك بحقك علي لما رأيتني أهله من إنزال الحاجة بي إلا قبلتها فقبلها.