السلوان وباعث الهجران. وقال بعضهم: العتاب يبعث التجني والتجني ابن المحاجة والمحاجة أخت العداوة والعداوة أم القطيعة. وقال بعضهم: سبيل من يأخذ على أيدي الأحداث أن لا يكدرهم بالتوبيخ لئلا يضطروا إلى القحة. وقال غيره العتاب داعية الإجتناب فإذا انبسطت المعاتبة انقبضت المصاحبة. وقال آخر: حرك إخوانك ببعض العتاب لئلا يستعذبوا أخلاقك وأغض عن بعض ما تنكر منهم لئلا يوحشهم إلحاحك. وهذا أقصد ما قيل في هذا المعنى. وكتبت في فصل لي: العتاب مقدمة القطيعة وطليعة الفرقة فتجنبه قبل أن يجنبك حظك من السرور برؤية أحبابك وانتقل عنه قبل أن ينتقل بك عن مقر غبطتك بمشاهدة أودائك وإن لم تجد منه أبداً فاقتصد فيه ولا تكثر منه فإن الكثير من المحبوب مملول فكيف من المكروه والإقتصاد في المحمود ممدوح فكيف من المذموم. وقال ابن الرومي:
(أرَفِّه ما أرفهُ في التقاضي ... وليسَ لديكَ غيرُ المطلِ نقدُ)