(إن يكنْ فقدك الضياء رديئاً ... فاقتصادي للزر أردى وأردى)
وقد غير هذا البيت في وجوه الأبيات المقولة في البخل. ومن أملح ما قيل في مخالفة ظاهر الرجل باطنة قول بعضهم:
(إذا ما جئتَ أحمدَ مستميحا ... فلا يغررك منظرهُ الأنيقُ)
(لهُ خلقٌ وليس عليهِ خلقٌ ... كبارقةٍ تروق ولا تريق)
وممن ملح في الدعوة رزين العروضي:
(لقد جئت يا ابن أبي تبّع ... بأمِّ الدَّواهي لدى المجمعِ)
(حلفت بأنك من حميرٍ ... وليس اليمين على المدَّعي)
وملح أيضاً في قوله:
(إنْ فخرَ الناسُ بآبائهم ... أتيتهمْ بالعجب العاجبِ)
(قلتَ وأدغمت أباً خاملاً ... أنا ابن أخت الحسن الحاجبِ)
ومن أملح ما قيل في إفشاء السر قول بعضهم:
(أوْدَعْتُهُ السرِّ فألفيتهُ ... انمَّ منْ كأسٍ على راح)
وقال السري:
(تثنى عنك فاستشعرتَ هجرا ... خلالٌ فيك لست لها براضِ)
(وإنك كلما استودِعْتَ سرّا ... أنمّ من النسيم على الرِّياضِ)
وقد أحسن كعب بن زهير غاية الإحسان في قوله:
(ولا تمسك بالعهدِ الذي عهدتْ ... إلّاُ كما يمسك الماءَ الغرابيلُ)
وأخذه الحطيئة فقال:
(أغربالاً إذا استُودِعت سِراً ... وكانوناً على المتحدِّثينا)
والكانون: الرجل الثقيل، قال الشاعر:
(ليتَ الكوانينَ في زبل معلقة ... تحتَ الثريا بحبل ثم ينقطع)