وقول الآخر:
(سرينا باليلٍ والنجومُ كأنها ... قلادةُ درٍ سلَ عنها نظامُها)
وقد أصاب القائل التشبيه في وقوله:
(ورأيتُ السماءَ كالبحرِ إلا ... أنَ مرسوبه من الدرَ طافي)
(فيهِ ما يملأ العيونَ كبير ... وصغيرٌ ما بينَ ذلك خافي)
المعنى جيد وليس للألفاظ رونق. وقال ابن طباطبا في معناه:
(أحسن بها لججاً إذا التبسَ الدُّجى ... كانتْ نجومُ الليل حصباءَها)
وأحسن من هذا كله لفظاً وسبكاً مع إصابة المعنى قول ابن المعتز:
(كأنَ سماءَها لما تجلتْ ... خلال نجومها عندَ الصباحِ)
(رياضُ بنفسج خضل نداه ... تفتحَ بينها نورُ الأقاحي)
إلا أنه مضمن. وقلت:
(لبسنا إلى الخمارِ والنجمُ غائرٌ ... غلالةَ ليلٍ بالصباح مطررِ)
(كأن بياضَ النجم في خضرة الدُجى ... تفتحَ وردٍ بينَ رندٍ وعبقرِ)
وقلت:
(كم سرور زرعتُ بينَ الندامى ... وهموم طرَدتُ بينَ الكؤوس)
(وتلوح النجومُ في ظلمةِ الليلِ ... كعاج يلوحُ في أبنوسِ)
وقلت:
(بليل كما ترنو الغزالةُ أسودٍ ... على أنه مِنْ نورِ وجهك أبيض) ِ ...
(كواكبه زهرٌ وصفرٌ كأنها ... قبائع منها مذهبٌ ومفضضُ)
وفي النجوم ما هو أبيض ومنها ما هو أصفر وأحمر فشبه الأبيض بقبيعة مفضضة والأصفر والأحمر بالمذهبة والذهب يوصف بالحمرة والصفرة، ومثل هذا التمييز قليل في الشعر. وقال ابن المعتز: