للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(هديةُ شمالٍ هبَّت بليلٍ ... لأفنانِ الغصونِ بها نجِيُّ)

(إذا أنفاسُها نسمتْ سُحيراً ... تنفس كالشجىَ لها الخَليّ)

وقال ابن المعتز:

(وما ريحُ قاعٍ عازبٍ طلّه النّدى ... وروضٌ من الريحانِ دَرَّت سحائبهُ)

(فجاءت سُحَيراً بينَ يومٍ وليلةٍ ... كما جرَ في ذيلِ الغِلالة ساحبهُ)

وقد أحسن التشبيه أيضاً في قوله:

(ومهمهٍ كرداءِ الوشي مشتبهٍ ... نفذتهُ والدُّجى والصبحُ خيطانِ)

(والريحُ تجذبُ أطرافَ الرداءِ كما ... أفضى الشفيقُ إلى تنبيهِ وَسْنانِ)

وقلت:

(وأقبل نَشرُ الروضِ في نفس الصّبا ... فباتَ به ثوبُ الهواءُ مُكفرا)

ومما لم يجئ في معناه مثله قول بشار:

أخبرنا به أبو أحمد عن الصولي قال حدثنا المكتفي بالله يوماً أنه كان نائماً فسمع دق باب فانتبه له مرتاعاً ثم سكن قليلاً ثم عاد فنظر فإذا الريحُ تحرك الباب حركةً كأنها دق بيد، قال فقلتُ له قد ذكر الشاعر ذلك وما هو فأنشدته لبشار:

(طرقتني صباً فحركتِ البابَ ... هُدُواً فارتعتُ منهُ ارتيابا)

(فكأني سمعتُ حسَ حبيب ... نقرَ البابَ نقرةً ثم هابا)

قال ما كنت أظنُ أنه قيل في هذا شئ وما أقل ما يجري مما لم يذكرهُ الناس. وقال ابن الرومي وأحسن:

(لولا فواكهُ أيلولٍ إذا اجتمعتْ ... من كلِّ نوعٍ ورقَ الجوُ والماءُ)

(إذاً لما حفَلت نفسي متى اشتملت ... عليهِ هائلة الحالين غبراء)

(با حبذا ليلُ أيلولٍ إذا بردتْ ... فيهِ مضاجُعنا والريحُ سجواءُ)

(وجمّش القرُ فيه الجلدَ وأتلفتْ ... من الضجيعين أحشاءٌ وأحشاءُ)

<<  <  ج: ص:  >  >>