للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

أي كلهن يبادرُ الغارة فليس يفوت بعضها بعضاً: أخذه علي بن جبلة فقال رحمه الله:

(كأنَ خيلكَ في أثناءِ غمرتها ... أرسالُ قطرٍ تهامَى فوق أرسالِ)

(يخرجنَ من غمراتِ النقع سامية ... نشر الأناملِ من ذي القرةِ الصالي)

والأول أجود. ومثل ذلك قول الراجز

(مستويات كضلوع الجنب ... )

وفي وصف وقع قوائمها قول مالك بن حريم الهمداني:

(وتَهدي بي الخيل المغيرةَ نَهدة ... إذا صبرت صابت قوائمها معا)

ومن أحسن الاستعارة قوله:

(وإن عثرت إحدى يديهِ بثبْرة ... تجاوبَ أثناء الثلاث بدعدَعا)

وكان الأحسن أن لا يصفها بالعثار إلا أن قوله

(تجاوب أثناء الثلاث بدعدها ... )

مستعار حسن يعفى على إساءته في وصفه إياه بالعثار، ودعدع مثل قولهم (لعاً) وهو دعاء للعاثر بالحياة. وأهدى بعضهم شهرياً وكتب: بعثتُ بشهري حسن المجموع لين الموضوع وطئ المرفوع همه أمامه وسوطه لجامه. وقد أحسن ابن المعتز في وقوله:

(وخيل طواها القودُ حتى كأنّها ... أنابيبُ سمرِ من قنا الخط زبِّل)

(صببنا عليهم ظالمينَ سياطَنا ... فطارت بها أيدٍ سِراعٍ وأرجُلُ)

فذكر أنهم ضربوها من غير أن تمنع شيئاً من مطلوب سيرها فكانوا ظالمين لها. وقد أجاد في قوله أيضاً

(أضيع شئ سوطه إذ تركبه ... )

وقالوا أحسن بيت قالته العرب قول جرير:

(وطوى الطرادُ مع القيادِ بطونها ... على التجارِ بحضرموتَ بُرُودا)

وقد أحسن الأعرابي القول في سرعة الفرس حيث يقول

(غايةُ مجدٍ رُفعت فمن لها ... نحن حويناها وكنا أهلها)

(لو ترسلُ الريح لجئنا قبلها ... )

<<  <  ج: ص:  >  >>