للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ومن أجود ما وصف به حضر الفرس قول الأعرابي في فرسه

(يحضر ما وجد أرضاً)

وقد بالغ امرؤ القيس في قوله:

(على هيكل يعطيك قبلَ سُؤِاله ... أفانينَ جرى غير كز ولا وان)

وقوله (قبل سؤاله) عجيب الموقع، وقوله

(أفانين جري)

أعجب وأبلغ. وأجود ما وصف به ظفره عند الطلب قوله:

(وقد أغتدي والطيرُ في وكناتها ... بمنجردٍ قيدِ الأوابدِ هيكلِ)

فجعل الأوابد وهي الوحش مقيدة له ينالها كيف يريد. وقد أجاد أيضاً وأحسن القول في اليقين بالظفر حيث يقول:

(إذا ما ولدنا قالَ ولدانُ أهلنا ... تعالوا إلى أن يأتي الصيد نحطبُ)

وأحسن عمارة التقسيم في قوله في هذا المعنى:

(وأرى الوحشَ في يميني إذا ما ... كانَ يوماً عنانهُ في شمالي)

ونقله الشماخ بن ضرار إلى وصف رام فأحسن حيث يقول:

(قليلُ التلاد غير قوسٍ وأسهم ... كأنَّ الذي يرمي من الوحش تارز)

أي جامدٌ باردٌ يصيبه كيف يريد. وجعله أبو نواس في نعت كلاب فقال:

(بأكلبٍ تمرحُ في قداتها ... تَعُدُّ عيرَ الوحشِ في أقواتها)

وهو من قول أبي النجم

(تعد غابات اللوى من مالها)

وقوله:

(يردى على حوافرٍ لا تخذلُه ... صم الشوَى يحملها وتحمله)

(حافٍ وما يحفى وما تنعلهُ ... ثار عجاج مستطيل قسطله)

(تنقش منه الخيل مالا تعزله ... في جنبه الطائر ديث عجله)

(كأنَّ تربَ القاع وهو يسحله ... ضيقُ شياطين زفتهُ شمأله)

<<  <  ج: ص:  >  >>