(يمشينَ رَهواً فلا الأعجازُ خاذلةٌ ... ولا الصدورُ على الأعجاز تتكلُ)
(فهنَ معترضاتٌ والحصى رمضٌ ... والريحُ ساكنةٌ والظلُّ معتدلُ)
قالت العلماء لو كان البيت الأول في صفة النساء لكان أحسن وذلك لما رأوا من تمام حسنه وظريف لفظه. والبيت الآخر هو أبلغ ما قيل في صفة هاجرة. ومن مليح ما قيل في ضمر الناقة قول ابن الخطيم:
(وقد ضَمرتْ حتى كأنَّ وضينها ... وشاحُ عروس جالَ منها على خصرِ)
ويشبهُ الزمام بالحية فمن أول ما قيل في ذلك قول الشاعر:
(يعالج مثنى حضرمي كأنّه ... حباب نقا يتلوه مرتجلٌ يرمي)
وقال ذو الرمة:
(رجعية أسفار كأنَّ زمامها ... شجاع على يسرى الذراعين مطرق)
وأخذه المتنبي فقال
(كأنّ على الأعناق منها الأفاعِيا ... )
من أجود ما قيل في ضمر الابل قول الفرزدق:
(إذا ما أنيختْ قابلتْ عن ظهورها ... حراجيج أمثال الأهلة شُسَّف)
شبهها بالأهلة لضمرها واحد يدابها. وتشبه بالقسي فمن أجود ما قيل في ذلك وأجمعه قول أبي عبادة البحتري:
(وخدان القلاص حولاً إذا قابلن ... حُولاً من أنجم الأسحارِ)
(يترقرقنَ كالسّراب وقد خضنَ ... غماراً من السرابِ الجاري)
(كالقسّي المعطفاتِ بل الأسهم ... مَبريَّةً بل الاوتاد)
وقال ابن دريد:
(أليّةً باليعملاتِ يرتمي ... بها النجاءُ بينَ أجوازٍ الفلا)