(كأنها في حلقِ الأطواقِ ... ضواحك من سعة الأشداقِ)
وقال في شدة عدو الكلب
(كأنها تعجل شيئاً تحسبه ... )
من قول أبي نواس
(كأنما يُعجلن شيئاً لقْطا ... )
ومن بليغ ما قيل في شدة العدو قول الأحمر في الثور:
(وكأنما جهدت أليتهُ ... أن لا تمسَ الأرضَ أربعةُ)
ومن جيد وصف السرعة قول الحماني:
(يبادرُ الناظر وهو يبدُرُه ... كأنّ من يُبصرُهُ لا يبصرهُ)
وقال الأصمعي وأحسن ما قيل في صفة الذئب قول حميد بن ثور:
(ترى طرفيهِ ينسلانِ كلاهما ... كما أهتزَ عودُ النبعةِ المتتابعُ)
(ينام بأحدى مقليتهُ ويتقي ... بأخرى المنايا فهو يقظانُ هاجعُ)
وقال الأصمعي من أوجز الكلام قول الراجز في الذئب:
(أطلس يخفي شخصهُ غبارهُ ... في فمهِ شفرتهُ ونارهُ)
(هو الخبيث عينه فرارُه ... )
ومما يجري مع ذلك ما أخبرنا به أبو أحمد عن أبي بكر بن دريد عن عبد الرحمن عن عمه عن أبي عمرو قال: رأيت باليمن غلاماً من جرم ينشد عنزاً فقلت له صفها يا غلام فقال: حسراء مقبلة شعراء مدبرة بين عثرة الدهسة وقنو الدبسة سجحاء الخدين خطلاء الأذنين قعساء الصورين كأن زنمتيها تتوا قلنسوة يالها أم عيال وثمال مال. الحسراء: التي قل شعر مقدمها، والشعراء: التي قد كثر شعرها، والغثرة غثرة كدرةٌ، والدهسة لون الأرض، والقنو شدة الحمرة، والدبسة حمرةٌ كدرةٌ، والسجحاء السهلة الخدين، والخطلاء الطويلة الأذنين المضطربتهما، والقعساء المتباعدة بين طرفي القرنين، والصور: القرن.