مضت الكلمة تدير دائرة على ذلك حتى تأتي على آخر البيت. ووجه استخراج المعمى أن تنظر إلى الأسماء التي جعلت مكان الحرف فما تكرر منها وكثر في البيت فظن أنه للألف وربما لم يصدق هذا الظن ولكنه الأمر الأكثر فاطلب بعده اللام فإنها تقع بعد الألف كثيراً وانظر إلى ما طال في البيت من الكلمات فإذا رأيت الألف في أولها فظن بالثانية أنها لام وربما تكرر ذلك في موضعين من البيت وثلاثة، ومما يستدل به على معرفة اللام أيضاً أن يقع بعد الاسم إذا ظننت أنه الألف حرفان على صورة واحدة في مثل اللبيب والليل والليث وفي قولك الله وما أشبه ذلك، ومما يستدل به على معرفة اللام أيضاً أن يقع في البيت كلمة على حرفين وقد عرفت الألف واللام فتكون الكلمة تزداد يقيناً في الألف واللام وإذا صحت لك الألف واللام رأيت في البيت كلمة على حرفين والثاني منهما ألف فظن أنها (ما) أو (ذا) أو (يا) لأن ذلك أكثر ما يقع فإذا صحت الميم من (ما) ثم رأيت كلمة على حرفين فظن بها أنها (من) فإن رأيت كلمة على حرفين وأولها ألف فظن بالثاني أنه نون أو واو أو ميم، فإذا عرفت الألف في أول كلمة ورأيت قبلها حرفاً فظن أنه واو أو فاء أو باء أو كاف فإذا عرفت الألف ورأيتها وقد وقعت آخر البيت فظن بالحرف الذي قبلها أنه هاءٌ أو كاف لأن ذلك أكثر ما يقع فإذا تكررت لك هذه الحروف في البيت وقفت منه على أكثره، ثم تعمد إلى الحروف التي يقل تكرارها في البيت فتنظر إلى الكلمة الرباعية أو الخماسية فتظن أنها أبداً أن فيها أحد الحروف الستة اللام والراء والنون والفاء والتاء والميم لأنها لا تخلو من حرف منها أو حرفين. ولا ينفع ما مثلناه من هذه الأمثلة إلا مع جودة الفريحة وشدة الذكاء والفطنة ومع النشاط وصدق الشهوة. وذكر بعض أهل العلم وأظنه أبا الحسن العروضي أنه عمي له قول الشاعر:
(وكن ذاكراً بيت النويبغ إنه ... سيحلو على سمع اللبيب ويعذبُ)
فكانت تعميته: زيد بكر عمرو سعد بدر بكر بدر سهل صقر فهد بدر شهر