للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

معروفة بقيت الراء فلما عرضتها على سائر الحروف لم يجئ غير الراء ثم قصدت إلى الكلمة الرابعة فلم أجد فيها حرفاً غير ظاهر قد عرفته إلا الغين فقط فلم أدر ما هو فلولا أن الوزن أدى إليه بعد طول تعب لك يكن يظهر فلما علمت أنها (النويبغ) لم أشك أن الثالثة (بيت) وظهر البيت كله. ومن المعمى بغامض الحساب قول ابن طباطبا:

(إن رحت ما في يديه ملتمساً ... وكنتُ أشكو إليهِ ضيقَ يدي)

(أحصت ألوفا يسراهُ أربعة ... منقوصة سبعة من العددِ)

وفي هذا المعنى شئ كثير هذا أجوده فاعرف ذلك. وقلت في ضرب من المعمى:

(وأصفرٌ تحمرٌ أطرافه ... يا حسنهُ منْ مطرف مُعلمِ)

(صدَّره الانسانُ في بيتهِ ... وهو مهانٌ ليسَ بالمكرم)

(والمرءُ قد يعلو على ظهره ... وهو سليم الدِّين لم يأثم)

(وهو على ما كان من ذلّة ... سُمِّى باسم الملك الأعظمِ)

أعني حصيراً والملك يسمى حصيراً، قال الشاعر:

(ومقامه غلب الرّقاب كأنهم ... جندٌ لدى باب الحصير قيامُ)

وقلت:

(وميت لا يكاد المرء يدفنه ... إلا إذا عادَ حياً بعدما ماتا)

(وميّت غيبوا في الأرض جُثَّته ... عمداً لكي يجعلوا الأحياء أمواتا)

الأول الذكر والثاني الفخ. ومن مليح المعمى ما أخبرنا به أبو أحمد قال حدثنا ابن عمار قال حدثنا يعقوب بن إسرائيل قال حدثنا عبد الحميد بن عقبة قال حدثني أبو عثمان المازني قال هجا أبو عيينة إسماعيل بن جعفر بن سليمان بشعر موري فلم يفهمه وكان كلما جاءه من يأنس به عرضه عليه حتى دخل رجل فأقرأه إياه وهو قوله:

(إني أحاجيك فاعلمنَّ فما ... لؤلؤةٌ منك قد ثقبناها)

(وكرمةٍ من أبيك منبتها ... حتى إذا أينعتْ قطفناها)

(تخبرنا ما هما وما سُبُلٌ ... تشعبت منك قد سلكناها)

<<  <  ج: ص:  >  >>